إن المراقب للساحة الصحفية في السنوات القليلة الماضية لن يجد مساحة للعجب في نفسه عند سماع أنباء الإشادة والنجاح لصحيفة شهدت تطوراً مذهلاً وتغييراً جذرياً في أساليب العمل بها مما أثمر عن إنجازات مذهلة في مختلف المجالات عبر الخطط والبرامج الحديثة.. والتي تدار باحترافية وخبرة واسعة في واقع الصحافة المحلية ومواكبة لتطور الصحافة العالمية.
وعند اطلاعي على التغطية الصحفية لاجتماع الجمعية العمومية السنوية السابعة والخمسين لمؤسسة الجزيرة الصحفية وما حملته من تقارير الميزانية العمومية والتي سجلت أرباحاً بلغت 65% من رأس مال المؤسسة وزيادة في الأرباح بنسبة 19% مقارنة بعام 2008م. لم يساورني شعور (الاستغراب) ولاسيما أنه نتيجة حتمية لكل الجهود المضنية والخطوات الرائدة للتطوير.
إن الخطوات المفصلية التي عمدت (الجزيرة) لتنفيذها (استثناءً) وتتمثل أولاً... في سياسة الإفصاح عن أرقام التوزيع والمبيعات والاشتراكات لأول مرة في تاريخ الصحافة السعودية، في وقت تحجم كافة الصحف عن الإفصاح عن تلك الأرقام وتعتم على انتشارها.
وثانياً.. نجاح (الجزيرة) في جذب (شرائح جديدة) من القراء وانتشارها المتنامي في كافة أنحاء المملكة مما يدل على الزيادة الكبيرة في نسبة (مقروئية) صحيفة الجزيرة، وذلك يتأكد من واقع الدراسة التي أجرتها (شركة أبسوس) خلال عام 2009م. مما أثمر عن الزيادة الملحوظة في حجم الإعلانات والمبيعات.
ويأتي ثالثاً.. إدراك (الجزيرة) للأهمية الكبيرة والمتنامية (للإعلام الإلكتروني) مستحدثة ما يسمى (بوحدة الإعلام الجديد) والتي أطلقت بخطوة رائعة جداً صحيفة إلكترونية باسم (صحف) محققة ريادة جديدة في الصحافة السعودية...
أما الخطوة المميزة والذكية فتتضح في عقود الشراكة والرعاية الحصرية لكراسي (الجزيرة) للبحوث العلمية والدراسات الصحفية مع الجامعات السعودية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بخطوة هائلة وراقية في مسيرة التنمية العلمية في المملكة...
ومن خطوات الريادة ولأول مرة في تاريخ الصحافة السعودية، فقد افتتحت (الجزيرة) أول مركز صحفي نسائي متكامل تمارس فيه المرأة ولأول مرة بالإضافة للعمل التحريري.. مهام مساندة الأقسام الفنية والتسويقية والإدارية.. وأصبحت المرأة بذلك شريكاً مهماً في مسيرة التطوير للعمل الصحفي، ولم تغفل (الجزيرة) جانباً مهماً من جوانب التطوير متمثلاً في تدريب وتطوير الكوادر البشرية ورفع قدراتها.. وعمدت إلى إنشاء مركز متخصص في التدريب الصحفي والتقني يقدم الدورات التدريبية المتخصصة في مجال الإعلام والصحافة والنشر الإلكتروني وتقنية المعلومات.
ومن الجدير الإشادة به مشاركة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك في مؤتمر الاتحاد العالمي للصحافة (وان) بجنوب أفريقيا كأول صحيفة تشارك في هذا المؤتمر والذي وضع بصمته المعتادة كعقلية صحفية رائدة، باقتراح للمؤتمر لإدراج اللغة العربية ضمن لغات المؤتمر المعتمدة، مما حدا بالمؤتمر لتلبية هذا الاقتراح.. وذلك للمرة الأولى منذ انطلاق فعاليات هذا المؤتمر قبل ستين عاماً.
إننا لا نخفي سعادتنا بكل تلك الأنباء المبهجة حقيقة.. لا لشيء وإنما لأن نجاح هذه الصحيفة وبهذا الشكل المذهل يجبرنا على الإشادة بها والتصفيق لمبدعيها كما يعكس التطور الشامل الذي تشهده المملكة العربية السعودية في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة..