الخلايا الإرهابية لا تنام، وحتى إن غفت ساعة، وظنت أنها في مأمن من كشفها، وتعرية أهدافها، فهذا بعيد المنال، لأن الأعين مفتوحة، ومطلب القضاء عليها مطلب شرعي - مجتمعي، والضرب على أيدي العابثين بالأمن، يظل الفيصل والحكم، وكل من يقدم لها الدعم والمساندة، فإنما يخون الأمانة، وأيدي المجتمع تطالهم، ولن يفلتوا من العقاب العادل.
أكثر من مرة أعلن أكثر من مسؤول حكومي، أن المعركة مع الإرهاب طويلة، وأن المواجهة معه ستستمر، وأنه لن ولا يهدأ، لأن المخطط والمخطط في الخارج، لكن برنامج عملها مكشوف، وانهيار أهدافهما على أيدي المجتمع الأهلي قبل المؤسسات الحكومية وبعدها، أحد العوامل التي كشفت عنها دراسات شاملة، فليتحملوا إذاً تبعات ما جنته أيديهم، وليسمع من يسمع عله يعود عن غيه، ومن لا يسمع فالأجهزة الأمنية، والمؤسسات الاجتماعية والفكرية، قادرة على وضع إستراتيجية دفاعية، وضاغطة، وناجعة لمحاربة الإرهاب.
العملية الإرهابية التي أحبط أهدافها الأمن السعودي مؤخراً من خلال ضربة استباقية قبل أن تتحرك، واستهدفت منشآت نفطية، ورجال أمن باعوا أرواحهم دفاعاً عن الوطن والمواطن، تؤكد أن هذه الخلايا لم تستفد من الدروس الماضية، ولم يتعظ أفرادها من غيرهم، ممن كشفت الغطاء عن وجوههم القذرة، أعينٌ ساهرة لا تنام، تقوم باستقصاء مواقعهم، والبحث عنهم في كل مكان، وتوجيه الضربات لهم تلو الضربات، ومن ثم فلا مفر لهم سوى الاستسلام، وإن لم يفعلوا ذلك، فإن عمليات الدفاع عن الوطن والمواطن يجب أن تستمر، والقائمة الموضوعين عليها ينبغي أن تختفي، بمهارات بشرية تتجدد، واختصاصيين سعوديين متخصصين في دراسة الإرهاب والإرهابيين. إذاً لا مناص من دراسات تحليلية معمقة، بمنهجية تعتمد على معطيين: الأمن من جهة، والفكر من جهة أخرى، وهو ما ينبغي أن يسيرا في خط متواز، لا يسبق أحدهما الآخر، ولا يفرط أحدهما في أهدافه عن الآخر، وإنما يتبادلان المعلومات، لأن معركة مقاومة الإرهاب قد تتغير من وقت لآخر، بسبب مؤثرات وعوامل داخلية وخارجية، فيما الهدف منها يظل قائماً وهو: بقاء الوطن والمواطن، في مأمن من الانحرافات الفكرية، ووجود بيئة مجتمعية لا يشيع فيها الإرهاب، ومن ثم فمحاربته جزء من عملية إرساء الأمن، بل هو الأمن كله.
يأخذ المرء الإرهاب هنا بمعناه الشامل، وبتأثيراته السلبية على أمن الوطن والمواطن، لذلك فإن أي مفهوم مضاد لهذا المعنى، لا يمكّن الفرد من مزاولة حرياته المدنية منها، والاجتماعية، ولا يرقى إلى مفهوم بناء الإنسان، وتحقيق التنمية المستمرة له، وهو كائن بشري، ينبغي أن يحافظ على منجزاته ومكتسباته، ولا يسمح لكائن كان أن ينال منها، أو يمسها بأي شكل من الأشكال، كي يرتقي الإنسان السعودي، في معارج التقدم الإنساني السامي.
المعركة مع الإرهاب طويلة، والمقاومة مستمرة، والتنمية الإنسانية للإنسان السعودي لا تتوقف، جراء حفنة تحاول زعزعة الأمن والاستقرار.
فاكس: 014543856
بريد إلكتروني: badrkerrayem@hotmail.com