Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/03/2010 G Issue 13694
السبت 11 ربيع الثاني 1431   العدد  13694
 
الكونجرس يقر أكبر تغيير في نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة في 100 عام

 

الجزيرة - عبد العزيز العنقري

أخيرا حقق الرئيس الأمريكي باراك أوباما ما وعد به ناخبيه, ونجح في تمرير قانون إصلاح النظام الصحي منهياً نضالاً استمر قرناً كاملاً، فشل فيه عدد كبير من رؤساء الولايات المتحدة السابقين، ما جعله بنظر الكثيرين نقلة تاريخية.

حيث أقر مجلس النواب الأمريكي في 22 مارس الحالي مشروع إصلاحي لنظام الرعاية الصحية تقدم به الرئيس أوباما يسمح بتغطية أكثر من ثلاثين مليون أمريكي كانوا محرومين من مزايا الضمان الصحي ما سيسمح لكل الأمريكيين تقريباً وبعد مائة عام من النضال بالحصول على نظام شامل للرعاية الصحية، في الوقت الذي كان فيه كل الخبراء يؤكدون أن هذا الأمر غير ممكن.

الهدف الرئيس لقانون

النظام الصحي الجديد

يهدف قانون النظام الصحي الجديد لردم الهوة بين الأمريكيين في الاستفادة من الرعاية الطبية. فحتى اليوم لا يستفيد سوى ( 15%) ممن تزيد أعمارهم على الخامسة والستين من نظام الرعاية المسمى «ميديكير»، و(13%) من متوسطي الدخل يستفيدون من نظام

«ميديكيد»، و(57%) لهم تأمينات خاصة مع مشغليهم، بينما لا يتوافر لـ(15%) من الأمريكيين أي تأمين طبي.

فالإصلاح الجديد يرمي إلى توفير تأمين صحي ل (32) مليون أمريكي يعتبروا محرومين من أي رعاية صحية حتى صدور هذا القانون.

والقانون الجديد لا ينص على إنشاء صندوق عام للرعاية الصحية لكنه يجبر كل شخص على التأمين أو دفع غرامة تبلغ 5.2 في المائة من دخله، كما يهدف إلى توفير تغطية صحية لحوالي 95 في المائة من الأمريكيين دون سن 65 سنة، أما الأكبر سنا فيشملهم نظام «ميديكير» العام.

إصلاحات القانون الجديد التي ستبدأ قريبا

- رفع سن الرعاية الصحية للشباب البالغين, المعتمدين مالياً على أهلهم, والمدرجين على بطاقة الوالدين الصحية إلى عمر 26 عاماً.

- اعتماد تخفيضات ضريبية على الأدوية التي يحصل عليها كبار السن من خلال منحهم قسائم تخفيض بقيمة 250 دولارا.

- توفير الرعاية الصحية للمواطنين المرضى غير الحائزين على بطاقة تأمين حتى العام 2014.

إصلاحات لن تبدأ قبل العام 2014م

- إلزام كل مواطن أمريكي، شراء بوليصة تأمين صحي إما عن طريق مشغليهم أو بطرق خاصة، ويتم تغريم كل من يخالف ذلك.

- يتم تخصيص الأموال لدعم الأسر المكونة من أربع أفراد التي لا يتجاوز دخلها السنوي 88 ألف دولار.

- منع شركات التأمين من وضع سقف محدد لقيمة التأمين، ومنعها من حرمان المواطن من الحصول على ميزة التأمين بسبب إصابته بحالات مرضية سابقة، أو إلغاء بوليصة التأمين في حال إصابة حامل بطاقة التأمين بالمرض.

- يحق لأصحاب الأعمال الحرة والشركات الصغيرة الاشتراك بفئة واحدة للحصول على مزايا التأمين الصحي. بما يعرف باسم «تبادل التأمين».

المؤيدون والمعارضون

جدد الجمهوريون معارضتهم للمشروع حيث تظاهروا على مشارف البيت الأبيض وتوعدوا الرئيس الأمريكي بالعقاب في الانتخابات المقبلة، ويعارض الجمهوريون بالإجماع هذا القانون ويقولون إن تكلفته المالية باهظة، كما أنه يمثل استيلاء حكومي على القطاع الصحي في البلاد بل وعلى جزء كبير من الاقتصاد الأمريكي، وكان زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون بوينر قد وصف هذا القانون بأنه لن يحقق الإصلاح المنشود.

وتشير تقديرات مكتب الموازنة في الكونجرس إلى أن القانون الجديد سيكلف الحكومة 940 مليار دولار على مدى عشر سنوات بينما يرى مؤيدو هذا القانون على الرغم من تكلفته البالغة (940) مليار إلا أنه سيمكِّن من خفض العجز في الموازنة بأكثر من (130) مليار دولار في السنوات العشر القادمة، وصوت لصالح المصادقة على القانون 219 نائبا، بينما عارضه 212 بينهم كل النواب الجمهوريين في المجلس وذلك بعد شهور من الخلافات الحادة وبعد أن تبناه مجلس الشيوخ في 24 كانون الأول - ديسمبر 2009م.

ويرى كثيرون أن مشروع قانون إصلاح التأمين الصحي الذي أقره مجلسُ النواب بأغلبية طفيفة، لم ينجح لولا التزام أوباما بعدد من التعديلات في تفاصيله، من بينها التزامه بأن هذا الإصلاح لن يعنيَ تمويلَ الحكومةِ للإجهاض. الذي يُعتبر من أكثر القضايا حساسية في المجتمع الأمريكي.

من سيدفع ثمن هذه الإصلاحات

يرى المراقبون أن هذا القانون سيرفع قيمة مساهمات ذوي الدخل المرتفع (الذي يزيد على (200) ألف دولار سنوياً) في صندوق التقاعد, كما سيزيد من مساهمة شركات صناعة الأدوية والأجهزة الطبية كما يلي:

- شركات تصنيع الأدوية سوف تدفع ما مجموعه (16) مليار دولار ما بين عامي (2011 و 2019م).

- شركات التأمين الصحي ستدفع ما قيمته ( 47) مليار دولار خلال نفس الفترة.

- الشركات المصنعة للأجهزة الطبية ستدفع (2.9%) كضريبة استهلاك وإنتاج على بيع أي من منتجاتهم، وذلك بدءا من 1 يناير 2013م.

لاشك أن هذا القانون الجديد الذي يضمن التغطيةَ الصحية لاثنين وثلاثينَ مليونَ أمريكي أغلبُهم من المسنين, قد وضع حدا لجدل سياسي يعود إلى بداية القرن الماضي, جدل أصبح يُطلق عليه «حرب المائة عام».

وبين المعارضين والمؤيدين، إلا أن الكل يجمع على أن هذا النصر جاء لصالح باراك أوباما الذي ما زالت أمامه إصلاحات لا تقل إثارة للجدل، كإصلاح النظام المالي ومكافحة الاحتباس الحراري.

المراحل التاريخية لنظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة

العام 1912م:

الرئيس روزفلت يتبنى في حملته الانتخابية إصلاح نظام الرعاية الصحية، ولكنه يفشل في ذلك لخسارته الانتخابات الرئاسية أمام خصمه وودر ولسون.

العالم 1933م:

الرئيس روزفلت يصبح رئيسا ويفشل ثانية في تمرير خطة جديدة للرعاية الصحية بسبب معارضة الهيئة الطبية الأمريكية آنذاك.

العام 1945م:

الرئيس ترومان يفشل في الكونجرس في تمرير نظام إلزامي للتأمين الصحي.

العام 1962م:

الرئيس جون كيندي يقترح مشروعا للرعاية الصحية لكبار السن يتم رفضه في الكونجرس.

العام 1965م:

الرئيس جونسون ينجح في إقرار برنامجين للرعاية الطبية هما: ميديك ايد (للفقراء) وميديكير (لمن تجاوز 65 من العمر), (يستفيد من البرنامجين اليوم حوالي 100 مليون شخص).

العام 1976م:

الرئيس جيمي كارتر يفشل في حملته الداعية لتبني نظام رعاية صحية شامل.

العام 1989م:

الرئيس ريجان ينجح في سن قانون يجنب المسنين دفع مبالغ ضخمة في حال إصابتهم بمرض خطير، والكونجرس يلغيه بعد عام ونصف العام.

العام 1994م:

الرئيس بل كلينتون يقدم مشروعا للرعاية الصحية الشاملة، والكونجرس يرفض إقراره.

العام 2010م:

الرئيس باراك أوباما ينجح في تمرير قانون إصلاح برنامج الرعاية الصحية الحكومي في أكبر تغيير يشهده نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة منذ ستينيات القرن الماضي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد