ثلاثة أيام قضيتها في ربوع أكاديمية شرطة دبي وبصحبة مجموعة كبيرة من ضباط الشرطة والأمن من مختلف الدول العربية.
الضباط كانوا يجمعون ما بين العمل الأمني والتخصص الإعلامي؛ فهؤلاء الضباط الذين وصل عددهم إلى قرابة الستين ضابطاً توافدوا على دبي لحضور الدورة التدريبية (أسس وضوابط التحقيقات الصحفية الأمنية) التي تنظمها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والتي كان لي شرف الاشتراك في عضوية الهيئة العلمية للدورة والإسهام في إلقاء المحاضرات بالدورة.
بالنسبة لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية فهذه ليست المرة الأولى التي تنظم بها الجامعة دورة علمية بهذه الأهمية؛ فالتحقيقات الصحفية الأمنية من المواضيع المهمة التي تهم المجتمع بصفة عامة والأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام بصفة خاصة. فالتحقيقات الصحفية الأمنية إذا ما أنجزت جيداً تستطيع تحقيق أهدافها بتحصين المجتمع ووقايته من الجريمة والمجرمين والإسهام في الوصول بالمجتمع إلى الوضع الذي يسعى إليه المصلحون والمفكرون بأن يكون مجتمعاً خالياً من الجريمة ومنظفاً من المجرمين، مجتمعاً متماسكاً ومحباً ومتسامحاً، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية - بوصفها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب - سعت ولا تزال تسعى بقوة وبفعالية ضمن مسؤولياتها إلى تطوير الكوادر الأمنية العربية عن طريق تنفيذ العديد من البرامج التدريبية والندوات واللقاءات العلمية التي تهدف إلى تنمية القدرات وتوسيع دائرة المعرفة والاطلاع لمنتسبي الأجهزة الأمنية على اختلاف تخصصاتهم وفئاتهم.
وتأكيداً لهذه الأهداف النبيلة وإعمالاً لرؤية الواقعية لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية يقول الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن صقر الغامدي رئيس الجامعة عن الدورة بأنها جاءت لتنمية وتطوير معارف ومهارات المشاركين في النشاط التدريبي وذلك من أجل الارتقاء بالأداء وإرساء القواعد والأطر المنظمة لإدارة العملية التدريبية لتحقيق أقصى قدر ممكن من الفاعلية والإدارة الناجحة.
هذه الدورة التدريبية التي أظهرت القدرة العالية والاحترافية للهيئة العلمية التي كانت بمثابة (العقل الأكاديمي) للدورة.
هذا العقل الأكاديمي ضم خمسة من الأساتذة الجامعيين الأفاضل وثلاثة من رجال الإعلام والصحافة أصحاب الإسهام الوافر في هذا الضرب من العمل المتخصص وقد كان لي شرف العمل ضمن هذا الرهط الخيِّر، وبقدر ما أسهمت في فعاليات الدورة، استفدت كثيراً من خلال النقاشات والتفاعل مع ما طرحه الأساتذة الدكاترة الأكاديميون وبالذات الأستاذ الدكتور محمود سليمان علم الدين رئيس قسم الصحافة بجامعة القاهرة، والدكتور علي بن فايز الجحني عميد كلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والزملاء الآخرون الأكاديميون وخبراء الإعلام الأمني.
والشيء الذي يجعلني فخوراً.. وفخوراً جداً بأن يقع الاختيار عليَّ كصحفي وحيد من المملكة العربية السعودية، والوحيد الذي حَاضَرَ أمام نخبة رائعة من ضباط الأمن العرب والذين استفدت من الحوارات معهم.
jaser@al-jazirah.com.sa