لا أدري ماذا يستفيد من يطلق الإشاعة الكاذبة على أي إنسان بأنه مريض أو أنه انتقل إلى رحمة الله.. لو كانت الإشاعة تتعلق بعمل لربما هانت -على سوئها-!.
|
لكن أن تطلق الإشاعات على أمور تتعلق بالمرض والموت، وهذه لا تحصل إلا بتقدير العزيز الحكيم، فهذه أمور تؤكد تفاهة ومرض مطلقها!.
|
الثلاثاء الماضي أطلق (أحد السفهاء) -وهذا أقل وصف- إشاعة كاذبة على د. غازي القصيبي -حفظه الله- تتعلق بمغادرته الدنيا ففزع كل محبيه.. وبدأ كل يسأل عن هذه الإشاعة، وبخاصة بعد أن انتشرت عبر الجوالات والإنترنت، وقد هاتفت وهاتفني عدد كبير من الأحبة.. وكنت أعرف صباح ذلك اليوم أن د. غازي بخير، وقد طمأنت نفسي قبل أن أطمئن الأحبة المتصلين، وقد سعدت قبل ليال معدودات عندما سمعت صوته الحبيب عبر الجوال وإذا هو ذات الصوت الحميم الذي أعرفه.. وقد أحسنت وزارة العمل عندما بادرت على لسان ناطقها الرسمي بنفي تلك الإشاعة وطمأنة الناس على صحة د. غازي وأنه يقضي فترة علاج سيستكملها، وأنه بحول الله سيكون بحدود شهرين بيننا ليواصل العطاء لوطنه الأغلى الذي قال عنه:
|
يا بلاداً نذرت العمر.. زهرته |
لعزها دمت.. إني حان (إشراقي) |
وقد استبدلت كلمة (ترحالي) بكلمة (إشراقي) في هذه المقالة، وكذا عندما ألقيت هذا البيت خلال إدارتي لندوة الوفاء التي أقامها نادي الرياض الأدبي، وحاضر فيها أ. خالد المالك، وتحدث فيها عدد من أحباء غازي القصيبي وفي مقدمتهم د. عبدالعزيز خوجة.
|
أيها الطائر المغادر أروقة قلوبنا.. كم نحن ووطنك بشوق إليك وإلى عودتك وأنت في تمام العافية بحول الله.
|
|
بعض القضايا والفتاوى الشاذة أجزم أن الذي يزيد نشرها ويعطيها حجماً أكبر بكثير مما تستحق إنما هي وسائل الإعلام: سواء مقالات أو فضائيات.. وإلا لو تركت وأهملت لماتت في مهدها.
|
إن تضخيم مثل هذه الآراء والأمور الشاذة، وبخاصة التي تمس الدين أو الوطن وأبناءه يشغل -أولاً- المجتمع ومؤسساته بأمور لا تستحق حتى المناقشة، والمناطقة يقولون (إن من أصعب الصعوبات توضيح خطأ البديهيات..) وأمر آخر، فإن تضخيم مثل هذه الطروحات والنفخ فيها يكرس بل يزيد من تشويه صورة سماحة الإسلام وصورة المواطن أمام الآخر وتجد وسائل إعلامه ومؤسساته فرصة للمزيد من الإساءة لهذا الوطن عقيدة وقيادة وإنساناً.
|
إننا في هذا الوطن لسنا بحاجة إلى المزيد من التشويه، وحسبنا تلك الفئات الضالة الخارجة التي أساءت لهذا الوطن ودينه وإنسانه بإرهابها أفكاراً وأوكاراً.
|
لقد كنت قبل عدة ليال في جلسة في منزل شيخنا الأديب الرائد عبدالله بن إدريس، وكان في الجلسة نخبة من أبناء هذا الوطن، واتفقوا على أن الأسلوب الأمثل لوأد مثل هذه الآراء والفتاوى هو تجاهلها وقد نعتها الشيخ سلمان العودة ونحن نتحاور حولها بأنها (مفرقعات) سرعان ما تنطفئ. ورحم الله الإمام أحمد بن حنبل عندما رأى أن استمرار الرد على الزنادقة في فتنة خلق القرآن إنما يشيعها وينشرها، وقال كلمته الشهيرة (أخشى إذا رددت عليهم أن تنتشر مقولاتهم فيقال رد عليهم أحمد بن حنبل).
|
|
|
|
|
|
وأنت (أيها المتدثر بفيض دفئها)
|
وجمال وقعها، وندى روعتها، تود لو
|
امتزجت بها امتزاج اللؤلؤة بالبحر
|
|
|
|
إنك تحرّضين على كل شيء جميل
|
إنك بكل الدنيا من توهج ماسها إلى رماد فحمها).
|
|
من قصيدة (ابتهال قلب) للدكتور غازي القصيبي:
|
|
|
شهروا الألسن الحداد فنالت
|
من حناياه ما تناله السيوف
|
|
|
فاكس 4565576 |
|