الأمن يمثل الأساس الذي تستند عليه التنمية والحاضنة لكل تقدم وإنجاز، والمسؤولية الأمنية الملقاة على الأجهزة الأمنية في ضبط الأمن في المجتمع تمثل مسؤولية جزئية إزاء المسؤولية الشاملة التي ينبغي على الجميع الاضطلاع بها، واستنادا إلى ما تقدم فإن الإنجاز الأمني الذي تحقق وتم الإعلان عنه بالأمس حول القبض على عدد من العناصر الإرهابية التي تستهدف أمن الوطن ومقدراته وإنسانه يمثل نجاحا يتجسد في إطاره تكامل الأدوار وفاعليتها لمحاصرة هؤلاء المجرمين، فالإرهاب ليس كائنا واضح المعالم يمكن القضاء عليه بين يوم وليله ولكنه كائن معقد يتغذى في مناخ التناقضات والأجندات الخفية والوعي المغيب، والمملكة التي وضعت على عاتقها اجتثاث الإرهاب والقضاء على الفكر المغذي له تسهم يوميا في إضافة ورقة جديدة في سجل الإنجازات، ولعل أهم هذه الإنجازات التي يجدر ذكرها والتنويه بها هو نجاح المملكة في عزل الإرهابيين عن المجتمع وكشف عورة أفكارهم وتوجهاتهم، فالعناصر التي تم الإعلان عنها بالأمس تكشف مدى ارتهان هذه العصابات الإرهابية وتماهييها مع الأجندات المشبوهة التي تستهدف أمن الوطن واستقراره وهو الأمر الذي يدركه المجتمع السعودي، فالمواطن أحد أهم أدوات الحرب على الإرهاب والمساهم الفاعل في القضاء عليه وهو ما نجحت وزارة الداخلية في المملكة بتحقيقه من خلال وضوح الرؤية والتفاعل الإيجابي مع المجتمع، وبقدر الاطمئنان الذي يبعثه كل إنجاز أمني يعزز الثقة في صلابة هذا الوطن فإن ثمة رسالة أخرى للقابعين في أقبية الظلام وأصحاب الأجندات المشبوهة الذين يستهدفون أمن هذا الوطن وأبنائه بأن جدار الوطن صلب لا يكسر وأن الوعل لا يوهن سوى قرنيه إذا ما اعتقد بأن ضربه يؤثر في الجبل.
****
