الجزيرة - فيصل العواضي
اتسمت مناقشات ندوة الإعلام السياسي في الوطن العربي بين الحرية والمسئولية بملامسة المتحدثين في الندوة للموضوع على استحياء، حيث كان الحاضرون يتوقعون أن يكون هناك تقييم لمناخ الحرية في الوطن العربي ومن ثم تحديد مسئولية الصحفي، إما بالتعاطي مع المعلومة في مساحة الحرية المتاحة له أو مسئوليته تجاه قضايا أمته القومية والقضايا المحلية، وهذا ما غاب عن الندوة التي كانت كلمة الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام أبرز وأقوى ما فيها إلى جانب أطروحة الدكتور فهد العرابي الحارثي والذي تساءل باستغراب عن سبب عدم توزيع ورقته على الحاضرين.
على هامش الندوة
وفي رده على سؤال لـ(الجزيرة) عن عنوان: الندوة وهل المقصود به حرية الحصول على المعلومة أم الحرية بمفهومها العام والمسئولية اتجاه من.. قال الدكتور فهد العرابي الحارثي: بالنسبة للعنوان لا تستطيع أن تفهم أحد المدلولين اللذين ذكرتهما في سؤالك إلا إذا دخلت في سياق الندوة نفسها والتي تريد أن تبحث في مجال هل الإعلام في المنطقة العربية يحقق أهدافه في المجال السياسي بدعم التطلعات القومية، في دعم التطلعات الإقليمية والوطنية أيضاً؟ إن هذا الإعلام يعد مقصراً في هذه الجوانب، ثم إذا كان مقصراً فيها أو مؤد لدوره كما ينبغي هل يستشعر درجة من المسئولية في الأمانة الملقاة على عاتقه وفي نفس الوقت هل يمارس دوره كاملاً بحرية مطلقة؟ وهل مناخ الإعلام في المنطقة العربية مناخاً يحقق للإعلامي أو للمسئول عن الوسيلة الإعلامية الحرية في أن يناقش كل ما يعتقد أنه مهم لتحقيق أهداف الوسيلة التي هو مسئول عنها؟ وأضاف أن الإعلام العربي ينبغي عليه أن يناقش القضايا القومية الكبرى مثل فلسطين والعراق التي تعتبر هماً وهاجساً لكل مواطن عربي، ولكن عليه أيضاً أن يهتم بالقضايا المحلية مثل قضايا التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وأن يمارس دوره في تقديم المنجز بما ينبغي له من تقويم وما ينبغي له من دعم، ولابد للإعلامي من إعطاء الحالين جهداً، فهما حالتان تلتقيان في الأهداف والغايات، ولكن هناك حالياً اختلال في الحالتين، الحالة الوطنية والحالة القومية. وكثير من الإعلاميين العرب غير راضين عن مستوى أدائهم لأكثر من سبب، وللسياسي دوره وللإعلامي دوره ولا يصنع أي منهما الآخر ويلتقيان في مساحات مشتركة، وفي حالات أخرى يكون كل منهما مراقباً للآخر.
.. ورئيس تحرير لوموند لـ(االجزيرة): الإعلام العربي يمر بحالة من التطور نابعة من التطور الاجتماعي
ألن جريس رئيس تحرير لوموند دبلماتيك تحدث لـ(الجزيرة) عن الحرية وواقع الإعلام العربي قائلاً: من الصعب القول إنه يوجد مناخ حرية كامل، وقد يكون هناك تفاوت من منطقة إلى أخرى، والفرق واضح بين الإعلام العربي منذ 20 سنة واليوم، فالفضائيات لعبت دوراً والإنترنت لعب دوراً، ومن الصعب أن تكون الصحف مقفولة في عالم مفتوح، وهذا أمر مهم لأن الصحافة تلعب دوراً مهماً في تطور المجتمعات.
وأشار إلى أن هناك مسئولية مشتركة تقع على عاتق الإعلامي والسياسي في تطوير مستوى الإعلام لكن السلطة السياسية قادرة على أن تخلق مناخاً إيجابياً أو سيئاَ للتطور الإعلامي، وممكن للصحف أن تمارس نوعاً من الضغط على السياسيين أو تكون تابعة لهم،
وقد يكون هناك تفاوت من منطقة عربية إلى أخرى. لكن اليوم التطور الأساسي للإعلام نابع من تطور المجتمعات، فالمواطنون أصبحوا هم الذين يفرضون المادة الإعلامية من خلال تطور معارفهم والوسائل المتاحة لهم.
والإعلام يمكن القول إنه يتطور بتطور المجتمع لكنه في الوقت ذاته عامل أساسي من عوامل التطور.
لقطات على هامش الندوات
- نجحت اللجنة الثقافية في المهرجان بالاستفادة من الشخصيات المشاركة وكان التخطيط للندوات أكثر من جيد.
- أحد المعقبين من الدكاترة أشاد بإدارة الدكتور خوجة للندوة متهماً بعض من أداروا الندوات أنهم مارسوا القمع مع المشاركين الأساسيين ومع المعقبين.
- عرفان نظام الدين عقب إثر مشاركته في ندوة خادم الحرمين ودعوة الحوار أن المشاركين لم يرتقوا إلى مستوى موضوع الندوة.
- مستوى الحضور في ندوات المهرجان على رغم أهميتها لم يكن بالشكل المطلوب أو المفترض مما جعل بعض المشاركين يعلق أن جمهورنا أصبح جمهور كورة وفن.