أمام (أيباك) اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية (غازلت) وزيرة الخارجية السيدة هيلاري كلينتون الإسرائيليين، ولا أقول اليهود لأن إسرائيل تباعد وبمسافة أخذت تتسع ما بين أفعالها وما بين قناعات اليهود الذين يرون في هذا الكيان الإسرائيلي إحراجاً لهم، لأن ساسته يفعلون مثلما فعل مضطهدو اليهود من النازيين وأعداء السامية لهم، فيأتي من تعرض أجدادهم للاضطهاد ليضطهد الفلسطينيين ويجعلهم ضحايا كاليهود الذين تعرضوا للإيذاء.

المهم لم تترك السيدة كلينتون لفظاً أو مصطلحاً لتتقرب إلى صهيانة أمريكا الذين يجمعهم (الأباك) إلا ولجأت إليها لإرضائهم، في الوقت الذي لم يدع الأسرائيليون وسيلة لإغضاب بل وإهانة الأمريكيين إلا وقاموا بها، بدءاً من إهانة نائب الرئيس جوبايدن الذي استقبل بالإعلان عن بناء المزيد من المستوطنات، المستوطنات التي يعتبرها الأمريكيون العقبة الرئيسة في طريق استئناف مفاوضات السلام!

موقف هيلاري كلينتون أمام (الأيباك) فرش الأرض الأمريكية أمام تحركات نتنياهو الذي أخذ يسرح ويمرح، ويهدم كل ما بناه الرئيس أوباما من مخططات لتحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي. فنتنياهو رأى في (انبطاح) من يمسكون في القرار الإمريكي فرصة لتخريب مسيرة السلام. فهيلاري كلنتون تعترف أمام (الأيباك) بأن رجال الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري يجمعهما (حب) و(دعم) والعمل على تعزيز أمن إسرائيل..!! ومعنى هذا يختلف المشروعون الأمريكيون على أولويات توفير الدعم للرعاية الصحية للمواطن الأمريكي دافع الضرائب، وقد «يتعارك» النواب الديمقراطيون ونظراؤهم الجمهوريون على طرق وأساليب معالجة الأزمة المالية، وقد يختلف الحزبان الأمريكيان الرئيسان على وجود القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان، إلا أنهما لا ولن يختلفان على كل ما تريده إسرائيل..!!

الآن نتنياهو والإسرائيليون يريدون التوسع في عمليات الاستيطان، ويريدون الاستيلاء النهائي على كامل القدس، وأن يوقفوا التفاوض مع الفلسطينيين والتوجه إلى السوريين، وكأنهم يريدون التلاعب بنا باستغلالهم لأمريكا التي يتلقى قادتها (أوامر) الإسرائيليين، ليفعلوها باتجاه العرب، لأقناعهم بتنشيط الملف السوري في مفاوضات السلام وتجميد (الملف الفلسطيني) بدلاً من تجميد الاستيطان..!!