ساعة الأرض (Earth Hour) هي حدث عالمي يتم خلاله الطلب من السكان ورجال الأعمال إطفاء الأضواء والأجهزة الكهربائية غير الحيوية عن المنازل والأبراج السكنية والتجارية لمدة ساعة واحدة في آخر سبت من شهر مارس كل عام، وذلك لترشيد استهلاك الكهرباء وتقليل مستوى الكربون والتلوث الضوئي.
وقد بدأت(ساعة الأرض) قبل عامين بمبادرة أسترالية هدفت إلى لفت نظر الأفراد والمنظمات والمؤسسات والجهات الحكومية لمدى سهولة مساهمتهم في خلق أجواء نظيفة من الانبعاثات الحرارية.
وستشارك بلادنا الحبيبة العالمَ في (ساعة الأرض) يوم السبت 27 مارس بهدف تقليص حجم انبعاثات الغازات الناجمة عن الاحتباس الحراري، ومحاولة التناغم مع البيئة نحو سبل عيش أفضل على كوكب الأرض، حيث سيتم قطع الكهرباء في الرياض وجدة والدمام لمدة ساعة كاملة من الساعة الثامنة والنصف وحتى التاسعة والنصف مساء.وخلال هذه الساعة ستطفأ الأنوار عن أهم المعالم والإدارات الحكومية والقطاع الخاص في تلك المدن الرئيسة.
وتعتبر مشاركة المملكة في ساعة الأرض هي الأولى إلى جانب 92دولة من دول آسيا وإفريقيا وأمريكا وأوروبا وأستراليا حيث سيشهد فيها السبت المقبل انطفاء الأنوار عما يقارب 2500 مدينة وقرية في مختلف دول العالم، وستعيش أهم المعالم ساعة ظلام ظاهري وضوء داخلي من أجل خاطر كوكب الأرض المثقل بالغازات السامة، وتخفيف الضغط على مواردها وتقليل التأثير الذي تحدثه الحضارة الصناعية على الناس والبيئة بسبب تدخل البشر ونشاطهم غير المقنن.
وأتمنى هنا مشاركة الأسرة السعودية في إطفاء أنوار المنازل وجميع الأجهزة الكهربائية بمعنى قفل العداد والخروج لساحة المنزل أو البقاء داخله بعيداً عن صخب أجهزة التكييف وطاحونة القهوة وعصارة الفواكه والمكنسة الكهربائية وجهاز رفع الماء المزعج.
وهي مناسبة لأن أدعو إلى ترشيد استخدام الطاقة مهما كانت متوفرة ورخيصة، واستشعار وجودها والخوف من فقدها. وأعتقد أن إطفاء الأنوار في منزلي والتوقف عن استخدام الأجهزة غير الملحّة لمدة ساعة خيار ملزم لي على المستوى الشخصي لحرصي على صحة أمي الأرض. وأتوقع أننا سنتناول عشاءنا يوم السبت على ضوء الشموع وسنتلمس أرجاء البيت بنورها، وسيكتنف تلك الساعة الهدوء والراحة، وسوف أكون في أقصى لحظات الصفاء والروحانية مع التسبيح والتهليل وحمد الله على النعمة، وسأطلق لخيالي العنان في التفكر بملكوت الله والتفكير في الكوارث والتغيرات المناخية الداهمة التي تحيق بهذا الكوكب الجميل الذي اصطفاه الله عز وجل ويسر فيه الحياة وجعله سكنا لمخلوقاته.
ومع حرصي على عدم فرض ذلك الخيار على باقي أفراد الأسرة ؛ إلا أنني أرجو منهم مساعدتي في هذا الخيار الذي أتمنى أن يضيء نقطة في محيط الوعي العالمي، وستضيئه حتما بقية نقاط الآخرين إن استجابوا لهذه الساعة الرمزية بحماسهم والتزامهم وحسن نواياهم ومدى اهتمامهم ببيئتهم، إضافة إلى خيارات أخرى يمكن أن تصب في التقليل من النفث الكربوني الضار من خلال التلوث الكهربائي.
ولعل هذه الساعة تقلل من مشاعر الذنب تجاه هذه الأرض المثقلة بالكوارث وتشعرنا بالرضا عن النفس والشعور بالتضحية التي ستخلقها ساعة الصفاء القصيرة، مع توجسي وخشيتي أن يُطلق عليها البعض (ساعة الحرمان). والمسألة أخلاقية تتوقف على مدى إحساس كل شخص ببيئته وأرضه الحبيبة.
ويفترض بتلك الساعة أن تدربنا وتوقظ الوازع البيئي داخلنا، ولعلها تحفز الوعي البيئي في نفوس سكان العالم الذي فقد الارتباط ببيئته حتى كادت لا تعنيه الكوارث.
وبرغم ذلك سأتفاءل في إنجاحها لعلها تتحول إلى ساعة شهرية ومن ثم أسبوعية وتكون بحول الله يومية يمارسها البشر تلقائيا دون تذكير.
www.rogaia.net
rogaia143@hotmail.com