اللغة وعاء الفكر ومحضنه، واللغات الحية هي القادرة على إنتاج الحضارة ودعم الثقافة، واللغة العربية على الرغم من تراجع موقع أبنائها في سلم العلم وإنتاجه، إلا أنها وفق الدراسات اللغوية من اكثر اللغات دقة وشمولا لجميع نواحي الحياة، وموافقة مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين أمس الأول على تنظيم مركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية يمثل خطوة جادة نحو ترسيخ اللغة العربية وإيجاد البيئة الملائمة لتطويرها.
وتأتي أهمية هذا المركز الذي يستهدف أيضاً توحيد المصطلحات العلمية واللغوية والأدبية في مناخ تسوده الفوضى والتضارب داخل إطار اللغة العربية والصعوبة في اعتماد كلمات موحدة للمستجدات التي لم تعد تتجدد بمنطق السنوات ولا الشهور بل بالأيام والساعات، والمملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تؤكد أنها تعمل في إطار شامل ومتكامل لاستعادة المجد العربي والإسلامي العلمي، واعادة قاطرته إلى قضبان إنتاج الحضارة بعد أن انحرف عنها نتيجة الضعف والوهن المتراكم منذ زمن، فالاتجاه نحو الاقتصاد المعرفي وإنشاء المؤسسات التي تعنى بالإنسان وتأسيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية كإحدى منارات المعرفة في العصر الحاضر كلها تمثل حلقات متكاملة نحو دعم الحضارة العربية والإسلامي واستعادة بريقها ليس من خلال الشعارات والأحلام، بل من خلال العمل الممنهج المؤسس على رؤية واضحة وراسخة، ولأن هذه الحلقة لابد أن تكتمل باللغة فإن الاتجاه نحو تنظيم هذا المركز وتعزيزه بشكل علمي ناجع يؤكد سلامة هذا التوجه وبشائر نضج ثماره بمشيئة الله وعونه.
* * *
