الرياض - نايف عبدالله الفضلي
استقبل رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك في مقر صحيفة الجزيرة مساء أمس الأول كلً من معالي وزير شؤون الأديان في جمهورية أذربيجان الاستاذ هدايات أوروجوف, يرافقه سفير جمهورية اذربيجان في الرياض الدكتور توفيق عبدالله يف, حيث تحدث الوزير عن واقع العلاقات الثنائية العميقة بين المملكة وأذربيجان وأهمية الإعلام والصحافة في ترسيخ وتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين.
وفي بداية حديثه شكر الوزير الأذربيجاني الدعوة الطيبة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد معالي الشيخ صالح آل الشيخ لزيارة المملكة وأن هذه الفرصة مكنته من زيارة صحيفة الجزيرة، وأكد على أن زيارته لصحيفة الجزيرة هي أقرب للزمالة منها لغير ذلك, خاصةً كونه قضى 48 عاماً في عالم الكتابة والصحافة قبل ان يتدرج في المناصب السياسية، وأشار إلى حقيقة تميز الجزيرة كصحيفة وطنية يتوفر بها أعلى مستويات الإحتراف والإتقان.
وذكر الوزير السيد هدايات أوروجوف بأن زيارته الرسمية تمثلت في لقائه مع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ لتنمية المزيد من التعاون بين المؤسسات الإسلامية السعودية واللجنة الحكومية الأذربيجانية في الشؤون الإسلامية، وأكد حينها بأن القيادة الأذربيجانية متمثله في فخامة الرئيس الهام علييف حريصة كل الحرص على تعميق وتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين المملكة وأذربيجان في جميع المجالات ورفع مستواها.
وأشاد معالي الوزير الاذربيجاني بلقاءه مع معالي الوزير آل الشيخ التي تميزت بالشفافية وبذل سبل التعاون والتضامن وبالحفاوة الكريمة التي حظي بها من استقبال وضيافة وهذا ليس بمستغرب عن ابناء المملكة، وأشار إلى عقده العديد من المباحثات المهمة التي من المأمول ان تخرج قريباً بنتائج طيبة تنعكس اثارها على الشعبين الشقيقين.
وأكد السيد أورجوف بأن القيادة الحكيمة في المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز مهتمه كل الإهتمام بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل خاص، وهذا بلا شك سوف يجني ثماره الجميع من محبي السلام والإسلام.
وأضاف الوزير اروجوف في حديثه بأنه لابد من التعاون والتضامن والتنسيق بين الدول الإسلامية كافة على صعيداً واحد لمواجهة الجهود العدائية للإسلام والتي تعرقل تطور الحوار بين الأديان والحضارات، فالمجال الديني مهم جداً وحساس وان الحكومات تتحمل المسؤولية لرعاية الوضع الديني.
وأنه لا بد أن نكون جاهزين للتسامح والتقريب بين المذاهب الإسلامية وأن نعزز تلك المبادئ السمحة بين كل الأطياف.
وصرح الوزير لـ(الجزيرة) بأن من برامج زيارته للمملكة طرح فكرة تأسيس مركز لحوار الأديان في باكو عاصمة أذربيجان لتكون انطلاقة لتعزيز النشر المعرفي للحضارة الإسلامية العظيمة وتقديم إنجازاتها ودورها الحيوي في تنمية البشرية وتقديم الرؤية الحقيقة للإسلام، وأن هذا النشر المعرفي هو الخيار الأول لمواجهة كل من يدعي ويُلبس الإسلام ماهو غني عنه، وهذا لا يمكن ان يكون بدون دعم وتأييد من المملكة العربية السعودية لدفع المشروع على أرض الواقع بحكم أهميتها على الصعيدين الإسلامي والدولي.
ولا يخفى على أحد جاهزية الجمهورية الأذربيجانية ذلك خصوصاً أنها أنموذجاً تاريخياً عرفت كحضن متسامح لمختلف الأطياف والأديان، وقدرتها على تنظيم مثل تلك النشاطات من مؤتمرات وورش عمل.
وهذا متاح ومأمول في ظل سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعم وتعزيز ورعاية الفكري الحواري على مختلف الأصعدة، ونشرها.
وعن أهداف المركز المزمع إقامته تحدث الوزير عن مبدأين ينطلق منهما، الأول هو الحوار حول كيفية حل المشاكل بين المذاهب والتقريب بينها ومعالجة أي تصدع يظهر بالحكمة والتسامح. والآخر هو التقارب بين الأديان عن طريق الحوار والانفتاح.
في نهاية حديثه جدد الوزير شكره للمملكة العربية السعودية على جهودها الثمينة نحو كل ما يمكن أن يعزز ويطور العلاقات الثنائية، وعبر عن سعادته الكبيرة بهذه الزيارة التي تعتبر الأطول في تاريخ زياراته الرسمية حول العالم، وأكد بأن السعودية تعتبر بلاده الثانية والرياض هي العاصمة الثانية بجانب باكو بالنسبة إليه.
ولا يخفي معالي الوزير بأنه يهدف من هذه الزيارة إلى التعرف أكثر على المملكة في مختلف الأنشطة الدينية والثقافية والتراثية، وبأنه يتطلع بالفعل لزيارة أخرى يتعرف فيها اكثر على هذا البلد الرائع كما وصفه.
وفي ختام الزيارة الودية اهدى معالي الوزير الاذربيجاني كتابه المعنون ب(حيدر علييف والسياسة القومية في أذربيجان) إلى رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك، الذي أثنى بدوره على زيارة معالي الوزير ولطفه وكرمه المعرفي، حيث تطرق إلى مواضيع أحاطت بالتساؤلات حول جمهورية اذربيجان الشقيقة.
وواصل الثناء إلى كتابه الأخير الذي يعالج قضية هي الأسمى وهي فترة ما بعد الاستقلال لجمهورية الأذربيجان تحت قيادة رئيسها حيدر علييف الذي عرف بين السياسين بالذكاء العملي وحنكته القيادية، حيث جنب بلاده أية صراعات داخلية أو اقليمية ورسخ التعامل الحكيم في فترة شائكة في تاريخ القوقاز.
واختتم الوزير الأذربيجاني زيارته لـ(الجزيرة) بالحديث عن الأراضي الأذربجانية التي تحتلها جارتهم دولة أرمينيا، مشيراً إلى أن هذا الاحتلال جاء بدعم من بعض الدول الكبرى، مما تسبب في تشريد الملايين من سكان الأجزاء المحتلة التي تبلغ حوالي 20% من مساحة أذربيجان الحقيقة، حيث غادروا منازلهم إلى مناطق الإيواء في الأجزاء المتبقية من أراضي جمهورية أذربيجان.