Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/03/2010 G Issue 13691
الاربعاء 08 ربيع الثاني 1431   العدد  13691
 
مدائن
الملك وتوسعة الحرم المكي
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

كانت المشاريع السابقة لتوسعة الحرمين الشريفين المسجد المكي والمسجد النبوي وأيضاً المشاعر المقدسة في منى ومزدلفة تتم توسعتها بإضافة منشآت وتعديلات تهدف إلى استيعاب المصلين والمعتمرين والحجاج، وطوال التاريخ كان التركيز على إضافات وملاحق إما مجنبات أو أروقة أو توسعات خلافية ويمكن ملاحظة ذلك في جميع التوسعات والعمران التي شهدته الأماكن المقدسة في بداية العهد الراشدي في القرن الإسلامي الأول، ثم توسعات الدولة الأموية والعباسية والعثمانية وأيضاً في العهد السعودي الزاهر. حيث شهد العهد السعودي أكبر توسعة للأماكن المقدسة.

تأتي توسعة الملك عبدالله للحرم المكي التي أعلن عنها إعلامياً أوائل هذا الأسبوع والتي تتضمن: «تكلفة مالية تبلغ (40) مليار ريال ومدة التنفيذ (6) سنوات لاستيعاب مليوني مصل، وتتضمن المرحلة الأولى تطوير منطقة الشامية بإنشاء أبراج وشبكة طرق مخصصة لمركبات النقل منفصلة تماماً عن الممرات وأنفاق داخلية مخصصة فقط للمشاة». جريدة الرياض يوم الأحد الماضي.

أهمية التوسعة التي يتبناها الملك عبدالله ليس فقط في إضافة مساحات للمسجد الحرام - وإن كان هذا أساسياً - إنما فكرة التوسعة التي تقوم على تطوير المنطقة المحيطة بالحرم والمشاعر المقدسة بإيجاد حلول جذرية لمشكلة الزحام وحركة السير والتنقل بين المشاعر، وإضافة مساحة جديدة تشكل الهامش الأكبر للعمليات المساند لحركة الزوار والحجاج.. توسعة الملك عبدالله ستأخذ في أبعادها التطورات العمرانية والزيادة البشرية خلال (50) سنة القادمة، وهنا تبرز أهمية المشروع الذي إذا اكتمل بعد (6) سنوات بإذن الله ستكون مكة المكرمة قد حلت معظم مشكلاتها كمدينة سكنية وكمدينة مقدسة بحيث تكون جميع المشاعر داخل منطقة التطوير ومربوطة بشبكة من الطرق وممرات للمشاة التي كانت تشكل أحد العوائق ومسببات الزحام واختناق حركة السير في المساحة المحيطة بالحرم.

التخطيط الذي يتبناه مشروع الملك عبدالله في توسعة الحرم المكي لا يعالج فقط المشكلة داخل المسجد وإنما منطقة الأماكن المقدسة التي يبدأ مشروعها الأول في تطوير (مربع) الشامية ويشمل بعد ذلك المربعات المحيطة بالحرم والطرق والممرات ومداخل مكة المكرمة، وبهذه المنهجية والتخطيط المبني على الدراسات المستقبلية تكون التوسعة استوعبت ازدياد أعداد الحجاج السنوية ونمو أعداد الزائرين والمعتمرين الدائمة وأعطت للحرم مساحات وفراغات تمكن الجهات التنظيمية من السيطرة على حركة الحجاج والمعتمرين.. بارك الله لهذا الملك الذي تسجل في عهده أكبر توسعة في التاريخ الإسلامي للمشاعر المقدسة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد