عندما تُذكر صحيفة (الندوة) فإن أول ما يخطر على بال ذاكرة الإعلام السعودي اسم (حامد مطاوع) الذي بدأ حياته رئيساً لقسم الخزانة والحسابات بصحيفة (البلاد) إلى أن تبوأ رئاسة تحرير (الندوة) ومن ثم عبر حياة إعلامية حافلة بالعطاء، طالت هيكلة الصحيفة شكلاً ومضموناً، حتى أصبحت وسيلة اتصال بالنخب الثقافية، ناهيك بالقارئ العادي، مدفوعاً بحبه لمكة المكرمة.
عرفتُ (حامد مطاوع) - رحمه الله - وتآلفتُ معه، واستفدتُ من علمه وخبراته، وأنستُ برفقته في بعض المناسبات بدءاً من (مؤتمر حرض) للصلح بين الأطراف المتنازعة آنذاك في اليمن، بعد وقوع التحول السياسي من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري، وانتهاء برحلات الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - في إطار دعوته للتضامن الإسلامي، وظللت على اتصال ب(حامد مطاوع)، وفي كل مرة ألمس جانباً من جوانبه الإنسانية، وما أكثرها في هذا الرجل، الذي ودع الحياة الفانية إلى الدار الباقية، وقد شيعته جموع المحبين له، والعارفين بعلمه.
أتذكر أن صحيفة (الندوة) وقعت في عهده في مطب خطير، جراء إحلال كلمة محل كلمة، في قصيدة ألقيت أمام الملك فيصل، وخرج من المطب بإعادة نشرها في اليوم التالي، مع الإشارة إلى أنها لقيت أصداء واسعة من الاستحسان حتى نفد عدد الصحيفة.
بفقد الأعلام من الإعلاميين السعوديين تطوى صفحة، من تأمل فيها جيداً يجد أنها كُتبت بالدموع، والآهات، لتكون عظة وعبرة لجيل اليوم وما بعده، وقد نعموا الآن بأحدث آلات التقنية الصحفية المتطورة، تسهم في اتساع حجم وجودهم على ساحة الإعلام السعودي، وينبغي الاستفادة منها بما يضمن للإعلام السعودي تألقه، ونضارته، فهي مسؤولية من جهة، ورسالة من جهة أخرى.
رحمك الله يا أبا نمار، وأسأله أن يرحم كل من يسير على دربك يوم أن يعودوا إليه، وعزاء لأسرتك وأصدقائك ومحبيك. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
فاكس : 014543856
badrkerrayem@hotmail.com