Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/03/2010 G Issue 13691
الاربعاء 08 ربيع الثاني 1431   العدد  13691
 
نهارات أخرى
الحياة هبة الله لنا!
فاطمة العتيبي

 

«هذا لأن الإنسان وإرادته أكثر رجعية وأقل شجاعة من احتمالات حياته»..

ماذا يعني ذلك؟

الناس تتغيَّر أرادت أو لم ترد، شاءت أو لم تشأ!!

لكن البعض يكون أكثر شجاعة في التعامل مع نبوءات الحياة ومنعطفاتها وتحولاتها، كما يكون أكثر صدقاً في حدسه وفي توقعاته لما تتجه إليه بوصلة الأحداث ومستجداتها.. بما يعطي العقل البشري تغذية راجعة على أن يخوض تجربة الحياة بما يليق بها!

الحياة تجربة رائعة، يلزم أن تباشرها كل صباح بفكر قابل لأن يكون جديراً بها.. لا تتغيّر شكلاً أو تسفّه إرث مَنْ قبلك وتظن أنك بذلك تتغيّر، التغيّر هو حركة عقلية عميقة ومعقدة!

الركود لا يليق بحياة متغيِّرة وبكرة أرضية تدور وبمسار متغيِّر للماء والرياح!

حين يتحرك الماء ليغمر البشر.. حين تنتفض الأشجار فتلقي بأوراقها تباعاً لتستقبل أردية جديدة من صنع ربيع جديد..

هل يليق أن يقابل الإنسان كل هذه الحركة الكونية التي تجري حوله بالإبقاء عليها كما هي؟!..

حتى تلك العلاقة السرية التي تربطنا بالله يشوبها التغيُّر؛ إننا نكون أكثر قرباً وصفاءً وشفافيةً وروحانيةً حين نحزن، حين تحيط بنا الشدائد نشدُّ هذا الحبل الوثيق بيننا وبين خالقنا سبحانه، لكننا سرعان ما نفتر في همتنا وتواصلنا مع القوة العليا التي تغذي أمننا ويقيننا به، تسرقنا للحظات تطول أو تقصر مشاغل دنيانا وسلوة الترف والرخاء! حتى تلك العلاقة التي تبدأ وتنتهي في سريرتنا هي متغيِّرة يلحقها المد والجزر..

إذن ما بال بعضنا يصارع موج الحياة ويقضي شطراً من حياته وهو يُذهِب طاقته في محاولة بائسة لمنع تحولات الحياة، ولو كان يعي جيداً حقيقة الحياة وسر خلقها وكونها لأدرك أنه يقف أمام طوفان لا عاصم منه إلا أن يشد من عزيمته في الارتباط بيقين وعقيدة تسانده في التحول والتغيّر دون أن تجترح من علاقته الصافية والخاصة مع إيمانه!



fatmh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد