لا قيمة لحياة الإنسان في إيران.. هذا ما خلصت إليه الجمعيات الدولية لحقوق الإنسان، وشقيقاتها المنظمات الدولية للعفو، وتلك المهتمة بمراقبة الحريات العامة والشخصية، وحرية الرأي، فقد إسود تاريخ نظام الملالي في طهران إلى درجة اعتبر المجتمع الدولي أن الشعوب الإيرانية يعيشون في سجن قاس، فلا وجود للحرية الشخصية ولا لحرية الرأي ولا كرامة للإنسان، إذ أصبح تنفيذ عمليات الإعدام في المدن الإيرانية من الأعمال المعتادة للنظام. وقد لاحظ متابعو الشأن الإيراني ارتفاع صدور أحكام الإعدام من قبل محاكم الثورة بحق الذين اشتركوا في التظاهرات التي انتشرت في المدن الإيرانية، احتجاجاً على تذوير انتخابات الرئاسة الإيرانية، والتي تواصلت بعد أن بلورت تياراً إصلاحياً غرس جذوره في مجتمعات الشعوب الإيرانية، وأصبح قادة التيار الإصلاحي، مير موسوي، ومهدي كروبي، والرئيس السابق محمد خاتمي، يحركون الشارع الإيراني. وهذا ما زاد في غضب السلطة ونظام ولاية الفقيه الذين استغلوا مظاهرات الإصلاحيين لإرهاب الشعوب الإيرانية الأخرى التي حركت فيهم المظاهرات والاحتجاجات رغبة في مقاومة التسلط الذي يمارسه النظام ضد الشعوب الإيرانية. ولهذا فقد انتفض العرب في الأحواز فاقتص منهم النظام فقدم من شبابهم وجبة إلى المشانق وأُعدموا، كما قدم الأكراد عشرات الشباب الذين انضموا إلى قافلة الذين واجهوا المشانق وأُعدموا رغم صغر سنهم وضعف الأدلة والأسباب الموجبة التي تفرض تنفيذ عقوبة مؤلمة جداً وهي زهق أرواحهم. فحكم الإعدام نُفذ في الشباب العربي ومجموعة من الأكراد الشباب، كما طال الإعدام مجموعة من شباب البلوش، طبعاً بالإضافة إلى الإيرانيين الفرس. وهكذا كان نظام ولاية الفقيه (عادلاً) في توزيع ظلمه وإرهابه على كل الشعوب الإيرانية، فالإعدام طال الشباب العربي والبلوشي والفارسي، فلا نجاة لكل من يقاوم ظلم نظام ولاية الفقيه الذي يعرف أحوال هذه الشعوب، ولكنه يسعى إلى نشر الفتنة والتبشير بمذهب جديد يرتكز على تقديس (الفقيه الولي)، ويجعل من (المرشد) الآمر الناهي ويسيِّر حياة الأفراد والشعوب التي تأخذ بهذا المذهب وكأنه ظل الله على أرضه..!!
jaser@al-jazirah.com.sa