Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/03/2010 G Issue 13690
الثلاثاء 07 ربيع الثاني 1431   العدد  13690
 
في أول حوار له بعد خسارته الانتخابات الآسيوية.. الشيخ سلمان آل خليفة في حديث مثير لـ(الجزيرة):
تدخلات الـ48 ساعة الأخيرة خسَّرتني الفوز بكرسي الآسيوي!

 

أجرى الحوار - طلال الغامدي

عندما لملمت أوراقي متجهاً إلى مملكة البحرين الشقيقة لإجراء حوار مع شخصية رياضية مرموقة وهو الشيخ سلمان الخليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم وعضو الاتحاد الآسيوي ورئيس لجنة الانضباط السابق، كنت كباقي الصحافيين أنظر نحو جانب الإثارة ولاسيما فيما حصل في الانتخابات الآسيوية والتنافس بين سمو الشيخ وابن همام، لكن عندما تحاورت مع سمو الشيخ وجدت شخصية ذات مخزون ثقافي ورياضي يستحق التوقف والثناء، فالأمر ليس مجرد حوار مثير فقط، لكنه أكثر من ذلك بكثير ويستحق المتابعة والاهتمام.. كل ذلك ستجدونه في ثنايا هذا الحوار:

هل يمكن اعتبار عام 2009م عاما محبطا للشيخ سلمان الخليفة على اعتبار خسارتك لانتخابات منصب عضو المكتب الدولي بالفيفا وعدم تأهل البحرين لنهائيات كأس العالم بصفتك رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم؟

- يمكن أن تقول ذلك والعكس فيما يخص الانتخابات اعتبرها تجربة مفيدة وخصبة ومثمرة عرفتني على الكثير من الشخصيات الرياضية فالبعض لا يعرف سليمان بن إبراهيم وبعد الانتخابات كونت علاقات كبيرة وهي مستمرة سواء مع من صوت لي أو العكس وهو حق مشروع للجميع وحصولي على 21 صوت كان غير متوقع والمحبط في الانتخابات هو عدم تحقيقنا للفوز وان كنا نتوقع ذلك وبالنسبة لشق الثاني من السؤال فأعتقدأن المنتخب قدم كل شي عدا المباراة الأخيرة فلم يكن التوفيق حليفنا وكنا سيئين ولم نقدم شي يذكر ومن الطبيعي أن نحبط جميعا بعد ضياع الحلم بالتأهل إلى كأس العالم.

ابتعدت عن الأضواء كثيرا بعد خسارتك أمام ابن همام.. هل أثرت الخسارة بشكل كبير على طموحك الدولي؟

- بالعكس لم ابتعد بسبب الخسارة وابتعادي عن الإعلام كان خوف من تأويل الأمور إلى ابعد من الانتخابات والبحث عن الإثارة وهو ما لم أكن ارغب فيه فمع نهاية الانتخابات باركت لابن همام بالفوز واعتبرت ذلك في طي النسيان والنظر إلى الأمام وما هو قادم وللأسف أن هناك أشخاص لم تتقبل هذا الشيء وكانت تبحث عن ردة الفعل مما جعلني التزم الصمت خاصة وان المصلحة تتطلب ذلك فجميعنا في غرب آسيا ولابد من احترام وجهات النظر وتقبل الرأي والرأي الآخر.

في اجتماع دبي حضر ابن همام وحضرت بدعوة إماراتيه لإزالة بعض الخلافات في وجهات النظر التي رافقت حملتكما الانتخابية لمنصب عضو مكتب الفيفا.. كيف كانت الأجواء بينكما؟ وما الذي دار من أحاديث شخصية بينكما؟

- لم يكن هناك خلافات كما ذكرت فهي انتخابات وانتهت فمثلا دولة الإمارات العربية المتحدة صوتت لابن همام ودعمته كثيرا فهل معنى ذلك أن اتخذ موقف ضدهم وعلى العكس تماما هناك دول صوتت لسلمان بن إبراهيم وهو حق مشروع للجميع كما ذكرت ويبقى ابن همام شخصية محترمه وصديق ولا يمكن أن ندخل علاقة العمل في العلاقة الشخصية فالعلاقة مستمرة مع الاتحاد الآسيوي سواء مع ابن همام أو غيرة والاجتماع كان لقاء الهدف منه تصفية النفوس والأمور اتضحت كثيرا بعد هذا اللقاء ويبقى للبحرين كلمتها ولو لاحظنا أي خطا فستتحدث عنه والهدف تصحيح ويجب ألا تفسر الأمور أنني ضد ابن همام وفي الأول والأخير هي قناعات يجب احترامها.

قبل لقائك بابن همام التقى الكوري الدكتور سونغ أحد أهم داعمينك ضد ابن همام بالأخير وتصالحا في اجتماع للمكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم..هل يعني إعلان الاستسلام أم قناعة بان للانتخابات سياسة وللمستقبل سياسة أخرى؟

- يجب أن نعرف أن هناك مصالح ويمكن اعتبار أعداء الأمس أصدقاء اليوم وأعتقد أن مصلحة ابن همام مع الدكتور سونغ وبعض الدول الأخرى إيجابية فابن همام له تاريخه الكبير وموقعه في الاتحاد الآسيوي يتطلب منه ذلك وبدورنا يمكن اعتبارها خطوة إيجابية.

هل يمكن التأكيد على أنك ستخوض انتخابات أخرى كالمنافسة على رئاسة الاتحاد الآسيوي مثلا بعد أن حصلت على أصوات 21 دولة في الانتخابات الأخيرة مرشحة للزيادة فيما لو فكرت؟

- سئلت أكثر من مرة هذا السؤال لو سألتني اليوم فإجابتي ستكون لا ويجب على الشخص اختيار الوقت المناسب ولو أراد أي الشخص أن يرشح نفسه لأي منصب ورأى أن البيئة مناسبة ونسبة النجاح كبيرة فعليه أن يرشح نفسه لهذا المنصب فالحمد الله علاقاتي جميلة ويجب أن أختار الوقت المناسب للترشيح والأصوات التي حصلت عليها تعطيني دافع قوي للترشيح حيث لا يمكن اعتبار أن هذه الأصوات ستستمر في التصويت لي ويمكن أن يحصل بعض التغيرات والمهم في الأمر هو اختيار الوقت المناسب ويجب أن ننتظر كثيرا قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة.

البعض انتقدك بعد أن أعلنت الاستقالة من منصب رئيس لجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم ووصف ذلك بأنه خسارة للصوت الخليجي وليس للبحرين بعد أن تم تعيين عضو باكستاني رئيسا للجنة خلفا لك.. لماذا قررت ترك المنصب؟

- ترك المنصب كان في خاطري من فترة وقبل الانتخابات فإذا كان هناك منصب ولك الحرية التامة لاتخاذ القرارات بمفردتك فعليك الاستمرارية فأنا عملت في الاتحاد الدولي واستفدت منه الكثير ومن أعضائه ورئيسه السويسري وشاركت في 10 بطولات وكنت المسئول عنها وتعلمت من هذه القضايا كيف أتعامل معها وبحكم التجارب لمدة ست سنوات كانت تجربة خصبة وفي كثير من الأحيان أردت أن أنقل هذه التجربة إلى الاتحاد الآسيوي فلم أستطع واستقالتي كانت واردة وكان يهمني في المنصب أن يبقى خليجي سواء للبحرين وهذا حق مشروع أو الدول الخليجية الأخرى.

يمكن القول إنه لم يكن هناك أسباب لترك المنصب؟

- لا هناك أسباب وتبقى قناعات إذا لم يكن لدى الشخص ما يقدمه فلماذا الاستمرارية؟!

هل ما زالت قناعتك السابقة بابن همام وسياسة إدارته للاتحاد الآسيوي قائمة حتى اللحظة أم أنك تشاهد تقدماً ملحوظاً للكرة الآسيوية على أرض الواقع؟

- أعتقد كل من يعمل له إيجابيات وسلبيات ولا يمكن القول إن سياسة ابن همام سلبية ونحن نعرف سلبياته وأوضحناها له، فإذا أخذ بها فهو أمر جيد وإذا كان غير ذلك فهناك كلام آخر وليس من سياستي انتقاد الاتحاد الآسيوي أمام الملا فالانتقادات تكون وجهاً لوجه وأعتقد أن هناك سلبيات واضحة وهنا لا أقصد ابن همام بعينة فهناك قرارات أوقعت الاتحاد الآسيوي في أخطاء كبيرة لا أريد أن أذكرها فهي قانونية وإذا الاتحاد الآسيوي يرى أن له قوانين خاصة به فهذا الأمر مخالف لقوانين الاتحاد الدولي الفيفا فبعض الاتحادات تسلب حقها ويجب أن نتكلم بصوت مسموع في هذا الأمر، ففي الجمعية العمومية القادمة إذا كان هناك قرارات ضد مصلحة الكرة الآسيوية سنقف ضدها.

بصراحة هل كنت تتوقع الهزيمة بالانتخابات؟

- بالعكس كنت متفائل جداً في الانتخابات حتى آخر 48 ساعة قبل الانتخابات التي كان فيها تدخلات غيرت اتجاهاً لكن في الأخير هي تجربة استفدت منها كثيراً وتعطينا دافعا للاستفادة منها مستقبلا وهناك أشخاص خاضوا مثل هذه التجربة في البداية ولم ينجحوا ومنهم محمد بن همام فشل في أول تجربة والياباني اكورا فشل مرتين ونجح في الثالثة وهذا الأمر يؤكد أنه لا يمكن أن تنجح من البداية وأعتبر نفسي نجحت كثيراً بعد حصد 21 صوتاً خاصة وأنها ضد ابن همام صاحب العلاقات الكبيرة على المستوى الدولي.

كيف يرسم الشيخ سلمان الخليفة مستقبلة الإداري الرياضي؟

- أعمل كنائب للاتحاد الأولمبي البحرين إضافة إلى رئاسة الاتحاد البحريني لكرة القدم في هذه الفترة وهي ثقة كبيرة من قبل المسئولين ونأمل أن نحقق النجاح المأمول منا وقد يكون أنه خاب أملنا في التأهل وأثر علينا جميعنا وتبقى كرة القدم فوزا وخسارة والشارع البحريني يدرك ما نقدمه والأولويات الحالية هي الاهتمام بالوضع المحلي على المستوى الأولمبي والمحلي وهناك عمل كبير وضخم ينتظرنا في داخل البحرين وتركيزي حالياً هو داخلي على الرغم من المكاسب الخارجية التي حققتها فهي كنز ويجب أن نحتفظ بها لأن العلاقات هي التي تبقى ويمكن أن نستفيد منها في دعم شخصيات نرى أنها ستخدم الكرة الآسيوية مستقبلاً.

كيف شاهدت الوقفة السعودية معك أثناء الانتخابات؟

- ليست مستغربة على الأمير سلطان بن فهد والمملكتين يربطهما تاريخ كبير ولا يمكن أن يتغير وعلينا مسئوليات لدعم البعض وإن شاء الله نرد الدين لسمو الأمير سلطان فله وقفات لا تنسى مع الاتحاد البحريني والخليجي والعربي، وشخصية الأمير سلطان تعلمت منها الشيء الكثير من خلال الاجتماعات التي تجمعنا ودائماً قرارات الأمير سلطان بن فهد تصدر في صالح الكرة العربية ونحن ندعمها.

رئيس الاتحاد الآسيوي ابن همام أعلن قبل فترة وعبر تصريحات إعلامية رغبته في الترشيح لمنصب الاتحاد العربي.. ما رأيك؟

- هذا حق مشروع لكل شخص ولكن نرى ما حققه الأمير سلطان وهنا أتكلم باسم البحرين يستحق الوقوف من الجميع وابن همام إذا أراد ترشيح نفسه فيجب أن يذكر الأسباب فهو رئيس الاتحاد الآسيوي ولديه ارتباطات كبيرة ولا أعلم فالمغزى من ترشيحه للاتحاد العربي فدعم الأمير سلطان والمملكة واضح للاتحاد العربي وعلى ابن همام أن يوضح الأسباب لترشيح نفسه وما ذكره ابن همام في تصريحاته غير مقتنع فيه تماما.

لكن ابن همام ذكر إلى جانب ترشيحه للاتحاد العربي رغبته أيضا في الترشيح لرئاسة الاتحاد الدولي؟ ما تعليقك؟

- إذا صح مثل هذا الكلام فهو من حقه لكن يجب على الإنسان أن يكون مقنعا في أطروحاته فالإنسان طاقة ويجب أن يتحمل جزءاً من بعض المسئوليات وليس جميعها فمن حق ابن همام أن يرشح نفسه نظير ما قدمه ونفس الكلام ينطبق على رئيس الاتحاد الدولي بلاتر ومن هنا أؤكد بأن صوت البحرين ودعمها سيكون من صالح بلاتر وأتمنى مواصلته لرئاسة الاتحاد الدولي

ذكرت في تصريحات سابقة بأنك أنصدمك من بعض ما شاهدته داخل الاتحاد الآسيوي.. حدثنا عن هذا الأمر؟

- لا أريد الحديث عن الماضي وكل ما في الأمر هناك سلبيات كثيرة وهي موجودة في كل المؤسسات والاتحادات فهناك جمعية عمومية ستعقد قريبا سنناقش من خلالها ما نعرفه من سلبيات ونحن كاتحادات عربية في غرب آسيا نرفض التدخل في قراراتنا ولابد من الاعتراف بأن هناك سلبيات في نظام الاحتراف الآسيوي فهناك 46 دولة معظمها لا يطبق الاحتراف ولو فرضنا أن هناك ست أو ثماني دول تطبق هذا الاحتراف ومنها من يطبق الاحتراف (كلام على ورق فقط) ويجب أن نكون واقعيين في طموحاتنا ونشجع الاتحادات ولا نفرض عليها فنحن نعرف لولا دعم الحكومات في غرب آسيا لما وجدت الرياض، فالأندية لم تصل إلى مرحلة الخصخصة وفي الوقت الحالي لا يمكن خصخصة الأندية ويمكن ذلك بعد 10 سنوات ولا يوجد سوى السعودية ودولة الإمارات التي تحصل على الدعم الذاتي والدول الأخرى تعتمد على دعم الحكومات، وهناك أيضاً أمر مخالف وخطير في الاتحاد الآسيوي وهو تغير الأنظمة والقوانين وكل ما شهدناه من قرارات كان يصب في صالح جهات عن جهات أخرى والنظام الأساسي للاتحاد الآسيوي يجب ألا يخرج عن نظام الاتحاد الدولي وهناك خرق كبير في الأنظمة ففي اجتماع الاتحادات للجمعية العمومية يتم الموافقة على بعض القرارات دون العلم بها ومناقشتها فنحن نطالب أن يكون النظام للجميع ولا يخالف النظام الأساسي في الاتحاد الدولي فجميع الاتحادات تنسب إليه وأتمنى ألا نصدم بمثل هذه القرارات المخالفة.

دعنا نتحدث عن بطولة الأندية لكأس العالم كيف ترى هذه البطولة وهل أنت مع أو ضد استمراريتها وهل أفادت الأندية الآسيوية؟

- بطولة أندية كأس العالم أقيمت من عدة سنوات وعاصرتها على فترتين وكنت مسئول الانضباط فيها خلال عامي 2008 و2006 فهي تجربة مفيدة بغض النظر عن أحقية من شارك فيها من الأندية الآسيوية فهي تجربة مفيدة يمكن الاستفادة منها ويجب تطويرها فاليابان وفقت كثيرا في تنظيمها وكذلك الاتحاد الإماراتي زاد من نجاحها وأعطاها زخما إعلاميا كبيرا.

ذكرت أحقية مشاركة الأندية الآسيوية كيف يتم ترشيح هذه الأندية للمشاركة في البطولة خصوصاً أن أول بطولة التي مثل فيها نادي النصر السعودي القارة الآسيوية رافقها بعض الشكوك والاحتجاجات من أندية أخرى لأنها جاءت على حساب نادي آخر؟

- نظام البطولة واضح ومن يشارك هو بطل بطولة الأندية الآسيوية الأبطال ولا يحق لأي ناد أن يترشح للمشاركة عدا إذا كان النادي من البلد المنظم وترشيح نادي آخر على حساب المستحق فيه تجاوز على النظام ويثير الشكوك فهو تجاوز واضح على النظام المعمول به في الاتحادات القارية الأخرى، وقد خسر بسببها عدد من المسؤولين.

الكرة العربية في غرب آسيا حققت تطورا كبيرا وإنجازات لعل آخرها فوز الهلال بلقب نادي القرن في آسيا.. كيف تنظر لهذا الإنجاز؟

- بدون مجاملة اللقب مستحق لنادي الهلال والدوري السعودي هو الأفضل وما حققه الهلال يؤكد ذلك فهو من أفضل الأندية الآسيوية وما يقدمه من مستويات على المستوى المحلي والخارجي يجعله في المقدمة بدون منافس.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد