«الجزيرة» - علي مجرشي
ضمن الأنشطة الثقافية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 25 أقيمت مساء أمس محاضرة بعنوان (تجربتي في محاربة الفقر) ألقاها البروفيسور محمد يونس وأدار الندوة معالي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد بن سليمان الجاسر وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض.
حيث جاءت البداية لمدير الندوة الدكتور الجاسر والذي قدم نبذة مقتضبة عن حياة المحاضر أشار فيها إلى أن الدكتور يونس من رواد التمويل متناهي الصغر وهو مفهوم طوره لتقديم قروض لأصحاب المشاريع الصغيرة جداً غير المؤهلين للحصول على القروض المصرفية التقليدية.
وأضاف الجاسر أن يونس أسس بنك غرامين في بنجلاديش الذي يقوم على مبادئ الثقة والتضامن ومساعدة الفقراء على مكافحة الفقر عن طريق تعليمهم المبادئ المالية السليمة حتى يتمكنوا من مساعدة أنفسهم وتقديم قروض بشروط مناسبة لهم لافتاً إلى أن معدل استرداد القروض لدى بنك غرامين قد يتجاوز 98 بالمائة من إجمالي القروض المقدمة وتعتبر هذه النسبة أعلى نسب الاسترداد في العالم. وأبان معالي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أن الدكتور يونس حاز على جائزة نوبل للسلام لعام 2006م إضافة إلى العديد من الجوائز الدولية ومن أهمها جائزة يوم الاستقلال عام 1987م وهي أعلى جائزة في بنجلاديش وجائزة آغا للعمارة في عام 1989م من سويسرا.
بعد ذلك ألقى البروفيسور محمد يونس محاضرته، حيث استعرض الطرق التي استخدمها في إيجاد فرص العمل المختلفة للفقراء وإغنائهم عن السؤال.
وأشار يونس إلى أن القروض التي قدمها البنك للفقراء أعطتهم دفعة قوية لكي يغيروا منهج حياتهم ويتوقفوا عن سؤال الناس وطلب الأموال منهم.
وتحدث البرفيسور محمد يونس عن الطرق التي تم من خلالها إقراض الفقراء لكي يبنوا لهم بيوتا ويقيموا المشروعات الصغيرة التي تساعدهم في حياتهم اليومية. وأوضح المحاضر أن التوجه كان يركز على احتياجات الناس والاهتمام بالأطفال والأمور الأسرية، حيث حقق البنك تفوقاً كبيراً في هذا المجال.
وركز المحاضر في محاضرته على أهمية تغيير دورة الفقر وذلك بالتفكير الجدي في إعطاء الفقير الثقة على قدرته في تغيير مستوى حياته وطريقتها لافتاً إلى أن البرنامج الخاص بالمتسولين استطاع أن يوظف أكثر من مائة ألف متسول أقلعوا عن هذا العمل واتجهوا إلى الأعمال المنتجة.
وأكد يونس أن جميع الناس لديهم القدرات الإبداعية التي يستطيعون بها أن يعملوا ويقدموا الكثير لكن المشاهد أن المجتمع أغلق على هؤلاء الباب ولم يعطهم الفرصة المناسبة.
وتساءل يونس لماذا لا تكون أنظمة بنكية تفتح أبوابها للفقراء وتكون هناك برامج لإقراضهم الأموال حتى يبدؤوا حياتهم من جديد.
وتحدث المحاضر عن المشروعات التي قام البنك بإنشائها ومن بينها مشروع إنتاج الحليب وآخر للمياه للتغلب على مشكلة تلوث المياه ومشروع لإنتاج المواد للقضاء على البعوض وآخر لإنتاج الأحذية.
وحض البرفيسور محمد يونس على ضرورة إعادة تصميم الاقتصاد ليكون في خدمة الفئات الصغيرة التي تحتاج إلى الدعم والملاحظة لتبدأ حياتها من جديد لافتاً في ذات الصدد إلى أهمية تكريس الجهود لمساعدة طبقات ذوي الدخل المحدود وإعانتهم على تشكيل حياتهم من جديد وتحفيزهم على العمل في المجالات المختلفة.
بعد ذلك فتح باب الحوار، حيث ألقيت العديد من المداخلات والأسئلة التي تمحورت حول موضوع المحاضرة.