دموعها غالية، وهي صحيحة، فكيف إذا كانت معاقة..!
ذرفت دموعها فآلمت قلوبنا، صرخت.. استنجدت.. شكت.. بثت أناتها.. كشفت مأساتها.
واحدة تمثل العشرات بل المئات بل الألوف من نساء هذا الوطن اللاتي لسبب أو لآخر صرن من ذوات الظروف الخاصة، لكنهن يحاولن ألا يكنّ عالة على المجتمع، فمنهن من تعمل ومنهن من تبحث عن عمل، ومنهن من تصارع الألم الجسدي والألم النفسي، وألم الحاجة والعوز.
هؤلاء النسوة وقبلهن الرجال أصحاب الظروف الخاصة يعيشون بيننا، منا عرقاً وديناً وأرضاً، ومع كل هذا يعيشون أوضاعاً مأساوية لا يمكن أن تكون في بلد مثل هذا البلد الطاهر المبارك، الثري بأهله قبل أن يكون بماله.
تقول إحدى المعاقات: إن معاناتهن بلغت حداً لا يمكن أن يقوى عليه قلب إنسان سوي فكيف إذا كان معاقاً لا يقدر على الحركة! بكت وأبكت، وهي تحاول أن تتماسك أمام كاميرات الشاشة، دموعنا سبقت دموعها، وهي الشاكية المتألمة، مرض وعوز وقلة حيلة.
هذه الفئة من المجتمع تعاني الأمرين من تقاعس وزارة الشؤون الاجتماعية من القيام بالدور المأمول منها تجاههم، قالوها بصريح العبارة إن وزارة الشؤون الاجتماعية مقصرة في حقنا أشد التقصير، حتى في أبسط الحقوق، ومن الظريف لهذه الوزارة كما قال هؤلاء الإخوة والأخوات أنها لم تهيئ مداخل ومصاعد لمراجعي الوزارة وفروعها من ذوي الظروف الخاصة..!! إذا كان هذا في أبسط الأمور فكيف يكون في الأمور الأهم والأخطر؟
يشكون بمرارة من ارتفاع أسعار الأشياء الضرورية لهم كالعربات، وهذا الاستغلال من قبل التجار المخصصين، دون تدخل من قبل الجهات المختصة، أو دعم لهم من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية!! وهذا من وجهة نظري تقاعس غير مقبول من قبل الوزارة المعنية بخدمة هذه الفئة من المجتمع.
يشكون من عدم تفهم وزارتهم لظروفهم عند صرف إعاناتهم أو طلب تجديد بياناتهم، ويشكون بمرارة من قلة الإعانة، التي لا تكفي لسد لقمة العيش في ظل الارتفاع المستمر للأسعار.
يشكون.. ويشكون، ونحن معهم نأمل من وزارتهم إعادة النظر في خططها تجاههم، وأن تنظر لهم بنظرة ولي الأمر صاحب القلب الكبير عبدالله بن عبدالعزيز، الذي نعرف جميعاً حرصه الشديد على أن يكون المواطن وخاصة هذه الفئة في أحسن حال، ولا تضطرهم الظروف إلى أن يكونوا عالة على المجتمع.
عبدالله بن عبدالعزيز ملك تربع على قلوب شعبه بل قلوب الأمة جمعا، وما ذلك إلا لما يملكه من خصال الملك العادل الساعي إلى خير وطنه وخير الإنسانية جميعا.
وإن المأمول من وزارة الشؤون الاجتماعية أن تكون خير معين لهذه الفئة، وأن تسعى إليهم لا أن يسعوا إليها، فهم فئة مستضعفة، تحتاج لمعاملة خاصة وقلوب رحيمة، وأن يعاملوا المعاملة الراقية التي تمنحهم ثقتهم بمجتمعهم، وأنهم جسد واحد فعلاً.
almajd858@hotmail.com