Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/03/2010 G Issue 13690
الثلاثاء 07 ربيع الثاني 1431   العدد  13690
 
الخوف من الجرائد
د. عبدالرحمن بن سعود الهواوي

 

قد يشعر الإنسان بالغبطة والسرور عندما يدخل يومياً إلى داره وهو متأبط رزمة من الجرائد المحلية، وشعوره بالفرح والسرور هذا نابع من اعتقاده بأن ما يفعله ويصرفه على هذه الجرائد من مال فيه خدمة للوطن والمجتمع، وفيه تشجيع

لأهل بيته على القراءة والتثقيف، فعندما يقرأ أولاده وبناته ما سطر في هذه الجرائد من مقالات علمية ومقالات أدبية، وتحليلات سياسية ورياضية، وما ذكر فيها من تطورات تنموية في الوطن، وما رسم فيها من رسومات كاريكتيرية هادفة ازدادت ثقافتهم المعرفية على ما حصلوه من ثقافة أخذوها من جامعاتهم ومدارسهم. وهو من ناحية أخرى يشعر بأنه قد أدلى بدلوه في تطور مجتمعه من الناحية العلمية والثقافية والتنموية.

ولكن مع كل ما ذكر أعلاه فهذه الجرائد قد سببت مشكلة عائلية صعبة غير قابلة للحل.

فعندما يبلى الإنسان بزوجة خوافة سليطة اللسان على زوجها وأولادها والجرائد، فهي تريد من زوجها أن لا يأتي إلى البيت ومعه جرائد، وتنصح أولادها بأن لا يقرؤوا الجرائد، وفي كل يوم تصب جام غضبها على الجرائد وما ينشر فيها.

وعلتها ومشكلتها مع هذه الجرائد أنها لا تقرأ أو يقرأ لها أولادها إلا الأخبار السيئة والمخيفة المذكورة في بعض صفحات هذه الجرائد، حتى أصابتها صدمة شديدة مصحوبة بخوف شديد، فهي إذا رأت الجريدة أصابها نوع من الجنون فتمزق الجريدة وهذا التمزيق مصحوب بهلوسة وهذيان، وهي تقول: هذه الجرائد ما تبشر بخير همها أن تكبت أن خدامة الفلان هربت ولم يعثر لها على أثر، والبنت الفلانية هجت من بيت أهلها، وبيت فلان سرق، وشاب طعن شاب، ورجل قتل رجل آخر، والهيئة قبضت على شاب وشابة في خلوة غير شرعية، وفلان سرقت سيارته.. و.. و.. اسمعوا يا أولادي اتركوا عنكم قراءة الجرائد ولا تخرجون من البيت بعد صلاة العشاء حتى التلفزيون لا تشاهدونه، أخباره مثل أخبار الجرائد وأنت يا زوجي لا تضع رأسك على الوسادة إلا بعد أن تغلق أبواب البيت وتطفئ الأنوار وإن كنت خائف على شيء يسرق جهزه للسراق وراء الباب في الشارع.

هذه مشكلة من مشاكل الجرائد، فمن يحل هذه المشكلة؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد