عنيزة - خالد الروقي:
منذ لحظة إبرام عقده مع نادي القرن الآسيوي والحديث لا ينقطع عن السويدي كريستيان ويليهامسون؛ فتارة بالمبلغ الخيالي الذي يتقاضاه وأخرى بالجزم بعدم تأقلمه مع أجوائنا الجافة كونه لاعباً أوروبيا وأنه صفقة فاشلة مسبقاً وثالثة بالتشكيك في مستواه العالي وضرورة النظر في وضعه ورابعة.. وخامسة..
إلا أن هذه الانتقادات اللاذعة والترصد لكل شاردة وواردة عن (المرح) كما يُطلق عليه لم يثنياه عن إثبات وجوده وفرض نفسه كأفضل اللاعبين الأجانب في ملاعبنا بلا منافس باتفاق شبه تام لمنتسبي الوسط الرياضي، وأصبحت (أي الانتقادات غير المجدية) بمثابة الحصانة لديه ليفتتح عامه الثاني بالحصول على جائزة أفضل لاعب في الجولة الأولى والتبرع بجائزتها لصالح جمعية الأيتام (إنسان) حتى استحق فريقه بطولة دوري زين السعودي للمحترفين وألحقها بكأس سمو ولي العهد بمشاركة فاعلة للاعب الأشقر.
المطاردات لم تقف على حد سواء داخل أو خارج الملعب في ملاحقة السويدي ومحاولة تطفيشه وإجباره على الرحيل حتى وصل إلى مطاردته في شؤونه الحياتية الخاصة والحديث لا يتسع لذكر بعض من هذه المواقف.
ويليهامسون بالرغم من أنه الأميز والأكثر تأثيراً في نتائج فريقه يكاد يكون حسب الأرقام أكثر اللاعبين تعرضاً للعنف في ملاعبنا حتى أضحت إصابته ترتبط بلاعبين معنيين، وأخيراً تحقق للبعض المراد في إعطاب السويدي ونقله محمولاً إلى خارج ميدان التنافس الشريف على يد أحد المتهورين، وأكدت الفحوصات بعد لطف الله أنه خروج من المرفق ويحتاج لفترة علاج تمتد لأسبوعين، ولم تكن لتقعده عن الملاعب نهائياً، ويمكن تصوير حالته على طريقة المثل العربي (العيار اللي ما يصيب يدوش).
(اللاعب المرح) الذي حفر له قصة عشق في قلوب محبيه كافأ تلك المهاترات بالصد والعمل الدؤوب الجاد وصنع الأمجاد لفريقه دون اكتراث للأصوات النشاز، وليس أكبر دليل على مدى صفاء سريرته إلا التلويح بيده للجماهير وهو محمولاً على عربة المصابين في موقف لا يمكن تفسيره.
