حينما أسترجع وأتأمل تلك المشاهد المليئة بجزيل الحب بين القيادة والشعب، وصادق الإحساس تجاه وطن الخير ووحدته العظيمة في افتتاح مهرجان الجنادرية.. أتساءل بحرقة: أين وسطنا الرياضي الضاج بالكراهية المحتقن بالإيذاء المسكون بالعدوانية من هذه الأجواء الوطنية الصحية المشرقة المتطلعة للمزيد من العمل والبذل والعطاء؟!
من المؤسف في وطن يتطور علماً ومعرفة وثقافة واقتصادا, ويزدهرحضارة ونمواً وبناء وإنساناً أن يظل هكذا يعاني من صراعات رياضية مزعجة وحروب كلامية تافهة تشوه صورته وتعكر صفاءه، ومن الإجحاف أن لا يحظى وطن الشموخ بممارسات وتعاملات وظروف رياضية تليق بمكانته وترتقي إلى قمته, ومن الظلم أن يتلاعب ثلة من الحانقين الفارغين المتسطحين بمشاعر أجيال الشباب, وبسلوكيات وعواطف ملايين الجماهير المتورطة بانتماءات الأندية وجنون ملاسناتها وآفة تعصبها..
إلا الهلال
نعم، أخطأ الحكم كثيراً وتساهل أكثر في إيقاف خشونة الاتحاد وفي احتسابه ضربة الجزاء وتغاضيه عن تهور واعتداء محمد نور, ونعم، كان لاعبو الهلال في وضع نفسي لا يحسدون عليه وهبط مستواهم بعد الاصابة المؤلمة لزميلهم الرائع الخلوق وليهامسون ونقله على الفور إلى المستشفى، ونعم وجدت الجماهير الاتحادية في تخبط وتناقض وفوضى لجنة الانضباط فرصتها في شتم ومهاجمة ياسرالقحطاني والاساءة له بصوت مسموع لا يمكن تجاهله، لكن هذا كله لا يبرر لرادوي ارتكابه حماقة تسيء لنجوميته ولفريقه, كما أنها من المفترض ألا تمنع الهلاليين من الاعتراف بأخطائهم الفنية والإدارية والتنظيمية قبل وأثناء المباراة..
الهلال الذي قدم للكرة السعودية وللجميع في هذا الموسم دروساً في الانضباط والاحتراف والالتزام في سائر شئونه وتعاملاته حتى بلغ من التألق والتفوق ما جعله بطلاً لأقوى وأهم بطولتي الموسم (الدوري والكأس) ووصيف البطولة الثالثة وحاز مبكراً على بطاقة التأهل إلى الدور الثاني لدوري المحترفين الآسيوي، لا أظن أنه بإدارته الخبيرة الواعية ومبادئه الراقية سينسف هذا الجهد والانجاز والنجاح لينجر خلف تصريحات عدوانية ومهاترات استفزازية يبحث أصحابها عن تحسين صورتهم والحضور والشهرة ولفت الأنظار على حساب الهلال المبدع بسخاء واللافت بجلاء، ولا نريده في هذا الوقت الحساس للبطولة الآسيوية تحديداً أن يتعامل مع مشكلاته وعثراته على طريقة الأندية المتأزمة مع نفسها والآخرين والعاجزة عن تشخيص واقعها ومعالجة أخطائها.
المرجفون في النصر
كثيرون فرحوا وابتهجوا لعودة النصر وأجمعوا على أنه في هذا الموسم ظهر كأحد نجوم الدوري ومن أبرز إيجابياته، وأن ما حققه من تطور لم يأت من فراغ، وإنما نتيجة مقنعة ومنصفة لعمل وتعب وإنفاق إدارة الأمير فيصل بن تركي, وهي كذلك رسالة للنصراويين ولغيرهم تؤكد حقيقة أن الإنجازات لا تأتي عبر ابتكار المبرارات واختلاق الأعذار والاستسلام لنظرية المؤامرة وبث لغة الآمال والأحلام وضجيج الكلام..
الأكيد أن نصر اليوم بدأ إلى حد ما بالتخلص من أوهامه القديمة، ونتمنى أنه عرف بالضبط مواطن خلله وأسباب تدهوره، وكيف يختار خطوات تصحيح أخطائه وتعديل مساره، وفي هذه الحالة سيكون مطالبا بالوقوف بحزم ضد الأصوات الشرفية المحسوبة التي ما زالت تمارس دور الوصي وتسيء للنصر الجديد بتدخلها في شئون وقضايا ونزاعات الأندية الأخرى, والتي لا تعرقل مسيرة النصر وتقحمه في أمور لا تخصه هو في غنى عنها فحسب، بل تفسد علاقة الود والاحترام المتبادل مع بقية الأندية..
ما فائدة نادي النصر من التدخل باستنفار والتعليق بحماس على أحداث مباراة جرت بين الاتحاد والهلال، أو بين الهلال وإحدى لجان اتحاد الكرة، أو أية جهة كانت في خلاف ليس نادي النصر طرفا فيه؟! وماذا لو قام بالتصرف نفسه عضو شرف هلالي وتدخل في نزاع النصر والاتحاد الذي اعقب مباراتهما الاخيرة في الرياض؟!
- بعد تهنئة جوزيف بلاتر للهلال واعترافه بلقب نادي القرن.. ما هو بعيد يقولون إن تصريحه مفبركا.
- نجاح الدوري وتطوره في المواسم القادمة يتطلب من هيئة دوري المحترفين رصد وفهم السلبيات والعمل الجاد على تلافيها قبل التغني بالايجابيات..
- من ورّط رئيس الرائد الراقي والخلوق فهد المطوع بتعاقدات ضررها أكثر من نفعها؟!
- إلى متى والجهات المعنية في الرئاسة واتحاد الكرة لا تهتم ولا تستفيد من أطروحات ودراسات وأفكار المحلل الاقتصادي راشد الفوزان في الاستثمار الرياضي؟
- إذا لم تعاقب لجنة الانضباط جماهير الاتحاد بسبب هتافاتها الفاضحة ضد ياسر القحطاني فالأفضل لها أن تغير اسمها إلى لجنة (لا للانضباط لغير الهلال).
- تعطيل ويلي، والتركيز عليه، والحرص على اصابته هي الخطة ذاتها التي كان عليها هيكتور في الشباب وحالياً مع الاتحاد.
- إذا ما تحقق صعود التعاون فهذا إنصاف مستحق له وإضافة جماهيرية وإثارة كروية حقيقية لدوري الكبار.