تقرير - ياسر الهزيم:
سجل فريق الاتفاق الكروي فشلاً ذريعاً هذا الموسم بخروجه المر خالي الوفاض من جميع المسابقات على التوالي (كأس أندية الخليج وكأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد) بجانب عدم تمكنه من تحقيق مركز متقدم في دوري زين السعودي للمحترفين يكفل له المشاركة في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بعد أن احتل المركز التاسع في سلم الترتيب بعد أن كان قاب قوسين من التأهل لولا خسارته من نجران الهابط لمصاف أندية الدرجة الأولى في آخر جولة، وهذا أصبح لغزا حير الجميع بعد أن أصبح فارس الدهناء أقل من يراهن عليه خلاف المواسم السابقة.
عقبات ومشاكل في بداية المشوار
وتنوعت الأسباب في هذا الخروج المرير بعد سلسلة من المستويات الفنية المتذبذبة ما بين فنية وإدارية ولاعبي الفريق أنفسهم فكانت أولى تلك الأسباب والتي أثرت على أداء الفريق وظهوره بشكل غير مرض لمحبيه هو مرحلة الإعداد الضعيفة التي سبقت انطلاق الموسم الرياضي الحالي بجانب تعاقد الإدارة مع المدرب البلغاري مالدينوف الذي فشل في صناعة شخصية للفريق؛ حيث إنه لم يثبت على تشكيلة واحدة طوال الفترة التي قاد بها الفريق قبل إقالته من منصبه إضافة لذلك كانت الضربة الموجعة للفريق الاتفاقي هو هروب لاعبيه الأجانب الواحد تلو الآخر بدءا من الجزائري الحاج عيسى، وختاما بالبنمي جارسيس بجانب المشاكل الكثيرة التي واجهتها الإدارة مع اللاعب العماني خليفة عايل، وساهمت هذه المشاكل المتتالية في إقالة الجهاز الإداري للفريق الذي كان يقوده الثنائي زكي الصالح وسلمان النمشان، هذا من جانب، ومن جانب آخر كانت الخزينة الخاوية وعدم وجود الراعي للفريق هذا الموسم أبرز ما واجهته الإدارة من تحدي، فرغم ذلك تمكن رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري وأعضاء مجلس إدارته وبدعم من بعض الشرفيين من تسيير أمور النادي على أمل إبقاء الفريق في مكانه ووضعه الطبيعي بعد جهود كبيرة بذلت لتوفير السيولة النقدية لدعم الفريق وتوفير كافة المتطلبات.
صراع وحلول عاجلة لتصحيح المسار
وأمام ما تعرض له الفريق من صدمات ومعوقات أثرت على مسيرته حاولت الإدارة الاتفاقية إنقاذ ما يمكن إنقاذه مع منتصف الموسم بعد أن وصل الحال بالفريق بالصراع في المراكز المتأخرة ومعها تعاقدت مع الجهاز الفني الروماني بقيادة إيوان مارين وتنصيب جهاز إداري جديد يقوده اللاعب والمدرب السابق سلمان حمدان الذي لم يتمكن من الصمود كثيرا بسبب ارتباطاته العملية لتستعين الإدارة مجددا بمدير للفريق عندما جلبت الإداري المخضرم محمد الدوسري ليتسلم قيادة الجهاز الإداري ومع هذه التغييرات بدأت الأمور تتحسن شيئا فشيئا واستطاع المدرب أن يحدث تغيرات واضحة في معالم صورة الفريق الفنية وفيها نجح اللاعبون في ترجمة هذه الجهود بالعودة بالفريق لوضعه الطبيعي والوصول للمناطق الآمنة والمنافسة على المراكز المتقدمة، وسعيا من الإدارة لدعم هذا التحسن الملحوظ قررت تدعيم الفريق بلاعبين أجانب في فترة التسجيل الثانية لمواصلة تحسين أداء الفريق وبعد طلب من المدرب الذي جلب لاعبين من أبناء جلدته هما اللاعبان المهاجم كريستيان والوسط أتسويكا، وكذلك اللاعب الأمريكي وايت جاكسون الذي كان من اختيار الإدارة وكانت البوادر تشير لنجاح هذا الثلاثي الأجنبي مع الفريق بعد أن سجلوا مستويات مقنعة في أول ثلاث مباريات رغم أنهم شاركوا على حساب بعض نجوم الفريق الذين قدموا عطاءات جيدة كاللاعبين بشار عبدالله وحمد الحمد لكنهم سرعان ما كان حالهم أشبه بالعالة على الفريق.
الروماني مارين يقود الفريق للهاوية
انكشف حال الفريق الاتفاقي في الجولات الحاسمة وبالتحديد في الأسابيع الخمسة الأخيرة من منافسات الدوري، وقاد عناد ومجاملة المدرب الروماني إيوان مارين لأبناء جلدته اللاعبين المحترفين في الفريق رحلة السقوط المر خصوصا بعد إصراره على مشاركتهم رغم ضعف مستوياتهم الفنية وإبعاده للاعب صالح بشير الذي كان الفريق في حاجة ماسة لخدماته لكنه أصر على ذلك، وهو ما دعا باللاعب بشير لشن هجوم لاذع ضد اللاعبين الأجانب وكان مصيره العقاب بالإبعاد عن مشاركة الفريق في المباريات الثلاث الأخيرة بقرار فني وإداري ولم يكتفي الروماني مارين في ذلك، بل أصر على إشراك وضم اللاعبين المصابين في المباريات الحاسمة على حساب اللاعبين الجاهزين، وذلك عندما أشرك اللاعب سلطان البرقان في مباراة القادسية وهو يعاني من إصابة في الركبة كانت تحتاج للراحة التامة حسب تأكيدات الجهاز الطبي إضافة لضمه المهاجم يوسف السالم والظهير أحمد عكاش لمباراة نجران الأخيرة رغم تعرضهم للإصابة قبل المباراة بيوم واحد.
روح اللاعبين الغائبة أحبطت الجميع
كما أثبت الكثير من لاعبي الفريق المحليين عدم جدارتهم بارتداء الشعار نظير المستويات الفنية الضعيفة والروح المعدومة لديهم وهو ما تسبب في إحباط جماهير ناديهم وإضاعة كل الجهود التي بذلتها الإدارة لتحسين وضع الفريق خصوصا وأنها لم تبخل عليهم بشيء رغم ما كانت تعانيه من أزمة مالية خانقة إلا أنها كانت تصرف الرواتب الشهرية في مواعيدها المحددة دون تأخير بجانب إقامتها لمعسكر مغلق في أحد الفنادق الفخمة لأفراد الفريق قبل كل مباراة سواء كانت على ملعبه بالدمام أو خارجه.