قال لي الزميل مدير المدرسة التي درس ويدرس بها أبناء اللاعب أحمد الصغير - رحمه الله -.. أنه كان يجب كثيرا عندما يراه بعد فجر كل يوم يوصل أبناءه إلى المدرسة ويحرص على إدخالهم لفناء المدرسة ثم العودة ظهرا ودخوله مرة أخرى لداخل الفناء واصطحاب أبناءه بكل همه وجدية بينما أكثر الآباء يوقف أبنائهم في الناحية الأخرى من الشارع ويتركونهم يترجلون بين السيارات والحافلات معرضين أبنائهم للخطر المحاق رغم التنبيه عليهم.. وكأني بهم يتخلصون من واجب (التوصيل).. وأما السائقين فحدث في إهمالهم ولا حرج.. هذا عدا عن متابعته الحثيثة لسير أبنائه السلوكي وتحصيلهم الدراسي.
قلت: هذه الجدية وهذا الانضباط وهذا السلوك الحضاري هو من جعل اللاعب احمد الصغير أفضل لاعب وسط سعودي تطأ قدميه الملاعب السعودية حتى هذه اللحظة.. حتى اللاعبين الأجانب لم يتخطاه تهديفا غير البرازيلي رفلينو.
أحمد الصغير الذي انتقل إلى رحمة الله.. لعل الكثير لا يعرف عن طفولة البؤس والحرمان التي عاشها.. ولا يعلم عن انتقاله من مرحلة الطفولة البائسة لمرحلة الرجولة الناضجة.. أحدا... دون المرور بالمراحل السنية المختلفة.. فالمعاناة اختصرت الحياة.. ولو تعلم أخي القارئ بقسوة المعاناة التي عايشها أحمد قبل الانتقال إلى المملكة.. لأصبت بالذهول من هو ما عانى وما قاسى في دنياه.. حتى وصل إلى بر الأمان.. إلى القلب الكبير.. صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز له - رحمه الله - والد الأهلاويين ورمزهم الأوحد والأكبر ورائد الرياضة السعودية.. فاحتضنه وعالج جراح روحه وشقاءه معاناته.. بقلبه الكبير وبيده الحانية.. ثم ألحقه بالنادي الأهلي السعودي أبنا بارا بناديه وبمنتخب بلاده إلى أن يشاء الله استرداد أمانته وهو يمارس الرياضة التي أحبها وأحبته وأعطاها فأعطته هذا الحب الجارف بين منسوبي الرياضة في المملكة كافة.
آخر مرة قابلته.. كان صباح يوم جميل قبل بضعة أشهر.. ووجهه كان ينضح بشرا وبشاشة وابتسامته المشرقة التي لا تفارقه.. أضفت جمالا على جمال ذلك الصباح.
فاللهم يا حنَّان يا منَّان، اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله واجزه عن الإحسان إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً وثبته عند السؤال وآمنه من الخوف والفزع يوم القيامة.
اللهم إن رحمتك وسعت كل شيء فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه وتقر بها روحه.. واحشره مع المتقين إلى الرحمن وفداً.. فسيرته العطرة بين الناس هي نور منك يا الله.. واجعل في وجهه نوراً حتى تبعثه آمنًا مطمئناً في كنفك ورحمتك.. اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار.. وتوله بما أنت أهله ولا تتولاه بما هو أهله.
اللهم لا نزكيه عليك ولكنا نحسبه أنه آمن وعمل صالحاً فاجعل له جنتين ذواتي أفنان بحق قولك: (ولمن خاف مقام ربه جنتان)
رحمك الله يا أحمد رحمة واسعة وأبدلك الله هذه الدنيا الفانية بجنة قطوفها دانية.
إن العين لتدمع.. وإن القلب ليخشع.. وإننا لفراقك يا أحمد لمحزنون (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)
نبضات!!
الهلال يقدم حضارة بالغة الرقي.. ومشكلته الحقيقية أنه يلعب في أوساط بالغة التخلف.. فلا توقف انتصاراته إلا بتعمد الإصابات.. ومصاحبة ظلم تحكيم.. وكم هو محزن جدا ما حصل في مباراة الاتحاد والهلال من خروج المباراة من نطاق كرة القدم إلى نطاق غير أخلاقي على الإطلاق.. فالفريق البطل المتفوق سيتذكر دوما كيف عوقب على أخطاء غيره.. والفريق الدون سيتذكر دوما أي هدايا تلقاها!!
ضربة الجزاء الظالمة على الهلال كان بإمكان الحارس محمد الدعيع صدها لو بقي في مكانة.. فركلة نور للكرة كانت ركلة اليائس!!
إذا صحت توقعات العقوبات التي انتشرت - وهي باطل في باطل - فقل على الكرة السعودية السلام... فإلى متى لا يعاقب نور شرارة الأحداث.. وجمهور الاتحاد على الهتافات المسيئة.. وراشد الرهيب على حركته القذرة تلك.. عدا توجيه لفت نظر على من أستقدم ذلك الحكم الكئيب.. ثم ليشكر اللاعب الكبير والخلوق ياسر القحطاني لالتزامه ضبط النفس لدرجاتها القصوى تجاه حركة اللاعب رهيب المقززة والمنفرة والتي تدل على قلة اكتراث بالقيم الإسلامية والاجتماعية!!.. أما رادوي فقد دخل يدافع عن زملائه الذين يتعرضون لمختلف السلوكيات المشينة التي يمكن أن تشاهدها في ملعب كرة قدم بالعالم فلا يلام بتدخله أكثر من عقاب البطاقة الحمراء!!
الاتحاد يفترس كبار الأهلي وصغارهم وشبابهم.. وبعض الأهلاويين لا حول ولا قوة لهم.. حتى الآهات لا يستطيعون إخراجها نحو العميد.. وكنت أغالط نفسي.. وأغالط الزملاء.. لكن الحقيقة تظهر صارخة.. فهل وصل الحال ببعض الأهلاويين من التبعية الاتحادية؟!!.. الله المستعان.