حائل - عبدالعزيز العيادة
كشف الشيخ حجاب بن نحيت أسرار اللحظة الحاسمة لعفو الشيخ علي بن خلف الأحمدي الحربي عن قاتل ابنه المطلوب للقصاص يوسف العازمي بعد تدخل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل وقال (للجزيرة) إنه عايش في (40) عاماً قصصا كثيرة ومتنوعة للعفو ولكنه لم يشاهد أو يعايش مثل قصة هذا العفو النادرة من حيث تكامل أضلاع النجاح من وجود أصحاب الدم الكرماء وأمير شهم حريص على دعم المبادرات الخيرة وهو صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل ونائب له كان ومازال نعم العضيد ونعم الحكيم والأمين على مصالح المنطقة وأبنائها ووجود مشايخ قبيلة حرب ومشايخ قبيلة العوازم وعلى رأسهم الشيخ راشد بن عوض الجويسري وشيوخ العشائر ومنهم الدويش وابن حثلين وابن جرباء وآخرين من وجوه الخير الذين سعوا بالإصلاح لوجه الله وكسب الأجر المضاعف وقال ابن نحيت: إن شقيق القتيل صاحب الفعل المحمود الأخ عبدالله بن علي الاحمدي اثبت أن للرجال النادرين أمثاله وقفة نادرة فعلى الرغم من الإلحاح عليه منذ أكثر من أربعة أشهر إلا أنه كان رافضا بأدب ومحترما جاهيات القبائل ومشايخها باحترام وهذا يجعلنا أمام موقف يكشف أخطاء آخرين كانوا قد تهجموا على وساطات المشايخ وربما بعض منهم حمل السلاح، وأما هؤلاء الكرماء فلم ينزلقوا الى متاهات تفقدهم مكانتهم الرفيعة وقدرتهم على التحكم بانفعالاتهم الغالية مع الفقيد الغالي رحمه الله وما يمثله لهم من معزة وصدق شعور وقال عندما دخلنا إلى مكتب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل طالبين تدخل سموه بالمباشر عند أهل الدم كان تجاوب سموه سريعا ولكن في نفس الوقت وجدت حكمة لدى سموه لم أرها من قبل وأعجبت عندما قال سموه يجب أن تكون كل خطواتنا القادمة في مساعي الصلح تسير بخطوات دقيقة ولا تكون مساعينا بطريقة تزيد من الاحتقان الموجود وضرب سموه مثلا وقال لنا: إن القصر الكبير أي قصر كبير عندما نريد أن ندخله لا نحتاج سوى إلى مفتاح صغير هو الذي بإمكانه أن يفتح لنا الأبواب وأننا عندما نأتي بمفتاح آخر كبير وبأغلى ثمن من الذي سبق لا يمكن أن يفتح الباب وربما يفسد مدخل المفتاح وعندما نتمكن فيما بعد من تملك المفتاح الأصلي ربما لا يمكن لنا فتح الباب لأن ما فعلناه أفسد بمحاولاتنا الخاطئة سابقا وقال ابن نحيت لقد عايشنا حكمة رائعة من سموه وتصرف نادر وكلام يدخل القلوب بسرعة عندما واجه وكيل الدم وشقيق المقتول ومن ثم عندما طلب سموه بأن يحضر والد القتيل وكيف تحولت كلمات سموه إلى بلسم عالج جراحات هذه العائلة المجروحة بأعز من تحب فكان العفو السريع والمدهش لوجه الله وقال في ذلك المشهد لم أتمالك نفسي من الفرحة وحمدت الله كثيرا على وجود أمراء لنا من آل سعود يقودون دفة هذه البلاد المباركة فأمراء المناطق ونوابهم تشرفت بأن كانت هناك مساعي خير جمعتنا بهم وكانوا ومازالوا دوما اهلا للمعروف والخير اقتداء بالقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله جميعا- وقال لقد عرفت ان هذا الأمير الإنسان عبدالعزيز بن سعد خير عضيد والأمين لسمو الأمير سعود بن عبدالمحسن وينفذ توجيهاته وتوجيهات القيادة عندما توجت الفرحة بمكالمة سمو أمير حائل لوالد القتيل يهنئه على كسب الأجر المضاعف من الله العلي القدير ويثني على مبادرته الكريمة والشجاعة فكان مشهدا لا ينسى إطلاقا واختتم ابن نحيت بالابتهال إلى الله وحمده وشكره على ما من به على الجميع من خير، وأعرب عن شكره لكل من سعى بهذا العمل الخير كما شكر الشيخ الجويسري الذي فاجأ الجميع بعد أن تم التنازل النهائي لأهل الدم ولوجه الله خالصة بتقدمه بطلب آخر من أهل الدم فكانوا يتوقعون انه طلب آخر غالي وبمثل ما وافقوا على طلب الجميع بالعفو عن قاتل ابنهم الغالي تجاوبوا مع طلب الشيخ الجويسري ليعلن عن تقديمه هدية شخصية عبارة عن خمسة ملايين ريال تقديرا لما حدث من تجاوب كريم ولوجه الله ومع رفض أهل الدم بعدما تبين الأمر لهم ونوع الهدية إلا أن إصرار الجميع وفرحة الجميع أرغم ذوي الدم على ذلك سائلين الله بأن يجعل هذا العمل في موازين حسنات الكل وأن يعوضهم خيرا في الدنيا والآخرة.