كرَّم مهرجان الجنادرية.. وكرَّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله واحداً من أبرز الأدباء والشعراء والنقاد والإعلاميين والمثقفين في بلادنا.
جبل شامخ في العلم والأدب والشعر وأحد أبرز الذين خدموا الحركة الأدبية والفكرية.. ليس في بلادنا فقط.. بل في الوطن العربي.
الأديب الكبير عبدالله بن إدريس.. غني عن التعريف.. وقد ساقت صحفنا شيئاً من سيرته الذاتية.. وشيئاً من عطاءاته الأدبية.. وهو إنسان منحه الله.. أدب الدرس.. وأدب النفس.
فأدب الدرس.. يعرفه كل من عاش في هذا الوطن طوال نصف قرن مضى.. وأدب النفس.. يعرفه كل من عايش هذا الإنسان الرائع الرقيق عن قرب.
عرفت أستاذنا الكبير (أبوعبدالعزيز) قبل أكثر من أربعين عاماً.. من خلال جريدة الدعوة.. فقد كنت مسؤولا فيها.. وكنت أحد كتابها.. وكان أبو عبدالعزيز فارسها الأول.. ومطلق شرارتها.. وكانت من أقوى الصحف الأسبوعية الموجودة آنذاك.
وكان عبدالله بن إدريس يهتم اهتماماً كبيراً بهذا الإصدار الجديد.. وكان يمضي أكثر وقته داخل مقر الجريدة وكان قريباً من الصحفيين والكتاب وكان منفتحاً آنذاك على كل المناشط.. فقد أوجد صفحات للرياضة..
واستقطب كل المشارب والأقلام وفتح صفحات الجريدة أمام كل فكر إبداعي منضبط ملتزم.
وعبدالله بن إدريس.. هو خريج الكليات الشرعية ومجالس العلم.. وخريج دروس وحلقات العلماء.. فهو (لغوي) ماهر متمكن من اللغة ويصحح لنا كتاباتنا.. وهو مبتسم بشوش.. وكان كريماً قريباً من الجميع.
وعندما ترك جريدة الدعوة.. لم يترك حرفة الأدب والكتابة والشعر.. بل زاد حضوره.. وزادت مساحات عطائه.. حتى صار رئيساً للنادي الأدبي بالرياض وهو أكبر الأندية في بلادنا.. وقد حقق النادي على يديه نقلات متلاحقة.. بل إن العصر الذهبي للنادي كان زمن عبدالله بن إدريس فهو أول من أدخل المطبوعات المنتظمة والدوريات الثقافية في النادي.. وهو أول للورش الثقافية والأدبية.. وهو أول من استقطب كل الأدباء والمثقفين بمختلف مشاربهم وميولهم وتوجهاتهم وهو أول من فتح بوابة النادي وجعلها مشرعة أمام الجميع.
وكان أبوعبدالعزيز يحضر للنادي صباحاً ومساءً.. وكان يهتم بالنادي أكثر من اهتمامه بأي شأن آخر.
أبوعبدالعزيز.. لم ينشغل طوال عمره في تجارة.. ولا في عقار.. ولا في صناعة.. ولا حرفة.. غير صناعة وحرفة الأدب. بل إنني أجزم.. أن شيخنا أبوعبدالعزيز.. لا يتقن أي صناعة أو حرفة أخرى غير حرفة القلم.
إن تكريم شيخنا عبدالله بن إدريس هو تكريم لكل تلاميذه.. ولكل محبيه وما أكثرهم.
هو تكريم لنا كلنا.. فقد سعدنا كلنا بهذا التكريم وصفقنا كلنا لهذا التتويج الكبير لأديب كبير بحجم عبدالله بن إدريس.