الإسكندرية - خالد الدوسري:
تتمتع جمهورية مصر العربية بميزة فريدة ونعمة كبيرة حباها الله لها ولشعبها وهي نعمة الأمان، فما إن تحط قدماك بها حتى تشعر وكأنك حقيقة في بيتك في كل شبر من أراضيها ليلاً ونهاراً.. كما أن لكل مدينة منها إضافة إلى ميزة الأمان طابع خاص.. فمثلاً من القاهرة الحالمة بصخبها الجميل الذي لا يمل.. إلى لؤلؤة البحر المتوسط.. عروس البحر المتوسط سمها ما شئت من أسماء الجمال وسحره الخلاب.. الإسكندرية.. هذه المدينة الآسرة للقلب منذ أن تحط قدماك وسطها بتراثها الثقافي وجوها يجعلها مختلفة عن باقي أنحاء البلاد.. بشواطئها الخلابة والنظيفة.. وجوها الهادئ، هي ذات طابع أقرب إلى مدن البحر الأبيض المتوسط منه إلى مدن الشرق الأوسط.. على الرغم من أنها لا تبعد سوى مسافة 225 كم عن القاهرة..
لقد ظلت الإسكندرية عدة قرون منذ إنشائها مركزاً للإشعاع الفكري والحضاري في العالم كله واحتلت مكانة ثقافية مرموقة. ولا زالت وخير شاهد على ذلك معالمها وتعدد ثقافاتها وتجانس شعبها متعدد الثقافات. لقد استقر بها أجيال من المهاجرين من اليونان وإيطاليا والمشرق وجعلوا المدينة مركزاً عالمياً للتجارة والثقافة. وهذا خير دليل.
لا بد من التجول في مدينة الإسكندرية للتعرف على ما تحويه من مبان شاهقة وأسواق.. كما لا بد لك من أن تلاحظ تمسك الحكومة بالمباني القديمة التاريخية وهي ذات رونق عال بل ويستحق المحافظة عليه. .....
تعد الإسكندرية مقصداً سياحياً ومنتجعاً شاطئياً على مدار السنة.. ففي الشتاء تشرق الشمس على الساحل برماله البيضاء, بينما تتسابق اليخوت والقوارب في الميناء.. وفي الصيف ينطلق عشاق الشمس ينشدون نسيم البحر العليل.. سواء جئت لمشاهدة الماضي أو الحاضر للتعرف على التاريخ أو لمجرد قضاء عطلة.. عندما تزور الإسكندرية (العروس) حقاً إنها عروس ترى مدينة تزخر بكل ذلك.
من أهم معالم الإسكندرية.. مكتبة الإسكندرية.. لقد تأسست هذه المكتبة القديمة منذ 2300 سنة في العصر البطلمي.. لقد كانت مجمعاً ثقافياً وفكرياً كبيراً تردد عليه العلماء من جميع أنحاء حوض البحر المتوسط.. ولما تمثله هذه المكتبة من إرث ثقافي وتاريخي كبير فقد تم إحياء المكتبة وافتتاحها من جديد في أواخر عام 2006م. وللمعلومية تضم المكتبة: المكتبة الرئيسية, مكتبة الشباب, مكتبة المكفوفين, القبة السماوية, متحف العلوم, متحف الخطوط, المتحف الأثري, المعهد الدولي لدراسات المعلومات, مركز المؤتمرات. تستقبل المكتبة يومياً من 1500 إلى 2000 زائر.
لابد من زيارة قلعة قايتباي..
وهي من المعالم البارزة لمدينة الإسكندرية بنيت سنة 279 ق.م.
زيارة هذا المكان توحي عبر الأزمان عراقة هذه المدينة كما تتمتع بهواء البحر الأبيض المتوسط العليل.
***
تتمتع الإسكندرية بمبانيها الشاهقة وتتوافر بها كل سبل الترفيه للسائح والفنادق والشقق المفروشة.. وكما تقدم لا بد من التجول في وسط المدينة فالحياة بسيطة جداً وجميلة في الوقت نفسه، وبالنسبة لأماكن الترفيه فهي كثيرة في الإسكندرية مثل دور السينما والمسارح والمراكز السياحية الترفيهية والتجارية التي تجمع بين الترفيه والتسوق مثل جرين بلازا والإسكندرية سيتي سنتر.
***
المعالم الإسلامية حيث منطقتي الجمرك والأنفوشي المتجاورتين جديرتين بالزيارة للاستمتاع بأسواقهما وحركة الحياة بشوارعهما إضافة إلى المساجد العثمانية والمنازل ذات المشربيات المزخرفة والصهاريج وأسوار المدينة القديمة.
***
يشد انتباهك خلال زيارة الإسكندرية ما يسمى حديقة الشاي.. وهي المكان المخصص للملك فاروق عندما يشرب الشاي..
سيأخذك الطريق مشياً على الأقدام الى ما يسمى بمكتب الملك فاروق سابقاً ويسمى قصر السلاملك.. قصر السلاملك شيده الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1892 بأحلى البقاع العريقة بمصر داخل حدائق المنتزه الذي شيد في القرن التاسع عشر بحدائقه الفريدة على أجمل شواطئ البحر المتوسط ذي الرمال الذهبية ليكون استراحة صيد خاصة له،
وتحول اليوم بعد سنوات من الدراسة التاريخية المعمارية إلى فندق فريد تتلألأ فيه كل فخامة الملكية المصرية وتواكب معها اليوم خدمات وضيافة فندق قصر السلاملك. يقع الفندق على بعد 15 كلم من مركز المدينة.