الحوارات التي أجراها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع (الجزيرة) و(العربية) و(الوطن)، كشفت عن المخططات (بعيدة المدى) التي وضعتها إيران ولاية الفقيه للمنطقة العربية، فكما كشف الرئيس اليمني، فإن جماعة ولاية الفقيه وتنظيمه الإرهابي (فيلق القدس) الذي يُضاهي تنظيم القاعدة الإرهابي، بل يفوقه خطورةً، لأنه مرتبط رسمياً بدولة لها إمكانيات مالية هائلة، تُخصص لتنفيذ أعماله بالرغم من حاجة الشعوب الإيرانية لهذه الأموال.
جماعة ولاية الفقيه، وذراعها الإرهابية (فيلق القدس).. وجد الحوثيون (مخلب القط) الذي يُخرّب من خلال (خرابيشه) أمن، المملكة العربية السعودية.. وبدون تورية ولا لف ولا دوران، كشف علي عبد الله صالح المستور.. وأظهر كم هو مؤلم عليه.. وعلى اليمنيين جميعاً أن يستغل نظامٌ بعيد عن اليمن آلاف الكيلومترات الأوضاع الاقتصادية غير المريحة، و(يُبشِّر) بمذهب لا وجود له في اليمن الذي عُرف بوجود مذهبين إسلاميين (الزيدي والشافعي)، فتأتي إيران لتُبشِّر بمذهب ثالث مستغلةً الجهل والفقر.
الرئيس علي عبد الله صالح، بصدق وبشفافية عُرف بهما وملتزم بهما، قال -وهو على حق-: إن ما ارتكبه الإيرانيون مخالفة وتجاوز كبير للتقاليد والأعراف والتاريخ.. -اليمنيون زيود وشوافع- عاشوا في تآخٍ عبر التاريخ، لم يكن هناك لحظة من صراع طائفي، صراعات سياسية، ما فعلوه جناية كبيرة في حق اليمنيين خصوصاً الزيود، وسيكون من الصعب عليَّ التسامح والنسيان، رغم طبيعتي التصالحية ورغبتي في تحسين العلاقات مع إخوتي.
الرئيس اليمني وضع يده على (الجرح)، فنظام ولاية الفقيه في طهران تفنن في زرع الكراهية والحقد بين أبناء المذاهب الإسلامية، فهذا النظام وراء نشر الحقد وتوسيع الكراهية في العراق حتى تشكَّلت الميليشيات الطائفية التي مارست ذبح العراقيين.. والكارثة أن نظام ولاية الفقيه لم يقتصر على تمويل ودعم الميليشيات الشيعية في العراق، بل وكما كشفت الوثائق أن نظام ولاية الفقيه في إيران دعم فرق القتل في العراق التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة السني، فقد مدَّت طهران فرق القتل في الميليشيات الشيعية.. وفرق القتل في تنظيم القاعدة، من أسلحة ومتفجرات وعبوات ناسفة، لتنشر القتل وتزرع الحقد الذي لا يُمكن نسيانه مثلما هو موجود في لبنان، الحقد الذي دفع مقاتلي حزب الله إلى احتلال بيروت وترويع سنة بيروت.
وباءٌ تعمل طهران على نشره في الدول العربية.. مثلما أكد الرئيس اليمني.
jaser@al-jazirah.com.sa