غمرت الأجواء الأكاديمية السعودية -لاسيما النسائية منها -البهجة والمزيد من الفخر والحبور، نتيجة حصول الدكتورة الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود، على جائزة (الشرق الأوسط) للمرأة القيادية في مجال التعليم في دبي، ضمن فعاليات المنتدى الدولي الثاني عشر لسيدات الأعمال والقياديات. وكان سر الاستبشار المحلي بهذه الجائزة القيّمة يكمن في عدة أسباب، منها أن الجوهرة أول امرأة سعودية تتبوأ منصب مديرة أكبر جامعة نسائية ليس في بلادنا فحسب، بل على مستوى العالم بأسره،
وهي جامعة الأميرة نوره بنت عبدالرحمن؛ إضافة إلى دورها التربوي الحافل في الماضي والحاضر، وشخصيتها المخلصة الودودة الوقورة التي أسرت إعجاب العديدين والعديدات في المجتمع السعودي المسلم.
وكانت نتيجة هذه الفرحة الغامرة أن جمعت سمو الدكتورة الجوهرة المتميزات والحاصلات على جوائز من أعضاء وطالبات، وذهبت بصحبتهن إلى سمو الأميرة حصة بنت طراد الشعلان حرم خادم الحرمين الشريفين، لتهنئتها هي أيضاً لحصولها على جائزة المنظمة الإفريقية كأفضل امرأة عربية قيادية من بين 114 سيدة عربية، من ضمنهن تسع شخصيات نسائية عربية قيادية، حيث كرمت المنظمة العالمية للكتاب الإفريقيين الآسيويين سموها في القاهرة مقر المنظمة، وذلك في اليوم العالمي للمرأة العربية (الآفروآسيوية).
وكنتُ ممن سعدن بتكريم الجامعة لهن من خلال لقاء المرأة المتميزة الأميرة حصة الشعلان، واعتقدت في البداية أن اللقاء سيكون رسمياً تقليدياً، بيد أني فوجئت بلقاء إنسانة على جانب كبير من التواضع والرقي والتهذيب معاً، وهذه حقيقة يعلمها كل من التقى بها ولو مرة واحدة، كما شعرت بسعادة تحتضنها الطمأنينة حينما رأيت كيفية إدارتها لمنزلها كامرأة مسلمة محافظة، حيث لاحظت حرصها الشديد على احتشام الخدم بشكل يفوق ما يجري في بعض البيوت، إضافة إلى زيها الذي هو في غاية الاحتشام رغم أن الموجودات كلهن نساء، على النقيض من بعض النساء اللاتي غزت الحضارة الغربية عقولهن وأجسادهن معاً، حيث تتساوى لديهن الأزمنة والأمكنة.
وأثناء الحوار بدت ثقافة الأميرة حصة وعاطفتها الدينية واضحتين تمام الوضوح بصدق وأريحية، ثم قالت لها إحدى الحاضرات: بأنك كنت زميلتنا في جامعة الملك سعود، موضحة للجميع بأن حصة الشعلان كانت تجلس معهن على الدرج وتسألهن ماذا كتبن في الامتحان كأي طالبة عادية تريد الاطمئنان على إجابتها، حينها تذكرت الأميرة حصة بأنها قد انقطعت بعدها عن الدراسة بسبب الحمل والولادة والأمومة لأحد أبنائها، وعندما أرادت العودة لإتمام الدراسة، وجدت أنه قد طوي قيدها، ثم رغبت في أن يتوسط لها زوجها الملك عبدالله في وقتها، أيام الملك خالد -رحمه الله تعالى، لكن أبا متعب رفض بإصرار أن يعارض قوانين الجامعة.
بعد ذلك أستاذنتْ بهدوء، لكي تأتي بمفاجأة سعد بها الجميع كثيراً، حيث حضر خادم الحرمين الشريفين ليلتقي ببناته الطالبات وأستاذاتهن، ورحب بالجميع بأبوة وحنان، وأثنى على الدكتورة مديرة الجامعة لدورها التربوي الكبير وحرصها على التميز العلمي للمرأة السعودية، وحينما توجهت له بالشكر والدعاء على احتوائه جامعة الأميرة نورة معنوياً ومادياً، سألها -سدده الله -عن استيعاب الجامعة، فأجابته بأنه أربعون ألف طالبة، قال: بل زدنا الطاقة الاستيعابية إلى ستين ألفاً، مما يبشر الجميع بالمزيد من التميز الإيجابي للمرأة السعودية مستقبلاً بإذن الله تعالى.
g.al.alshaikh12@gmail.com