انتهى الدوري بشكل رائع ومثير لم يكن أحد يتصوره على اعتبار أن الهلال حسم بطولته قبل ثلاث جولات من النهاية.. فقد شاهدنا إثارة وندية حتى آخر رمق في جميع المباريات.. وهو ما يعكس قوة الدوري السعودي الذي أفقدته لجنة المسابقات بقيادة فهد المصيبيح وكافة زملائه باللجنة بريقه الكبير وجعلت من جولاته حقل تجارب للمنتخب الأول الذي يديره المصيبيح إدارياً..!!

هيئة دوري المحترفين بقيادة الأمير نواف بن فيصل أعطت للدوري اهتماماً خاصاً وعملت بإخلاص لتكون بيئة الدوري السعودي صحية، وهو ما تحقق في الكثير من الجوانب الكروية لكنها عجزت عن الوقوف لحل معضلة تخبط لجنة المسابقات التي أثبت الواقع أنها تفتقد للأسس العلمية والخبرة في إدارة المسابقات السعودية، ولذلك كان من المنطقي أن نخسر الكثير من الأيام والأسابيع للدخول في بيات لجنة المسابقات غير المبرر والخادش لروعة أداء هيئة دوري المحترفين..

الاتحاد السعودي لكرة القدم عليه أن يشرح لنا أسباب وجود مدير المنتخب الأول كرئيس للجنة المسابقات.. وهل ذلك يدخل في إطار أن المنتخب وبرامجه هي من تحدد مستقبل مسابقة الدوري.. وعليه يجب أن ترضخ الأندية لقرار مدرب وإداري يتحكم بمسابقة دوري كامل.!!!

المصيبيح الرجل الطيب الخلوق من الناحية الشخصية فشل عملياً في إدارة مسابقات الكرة السعودية ولن أذيع سراً إذا قلت إن لجنة المسابقات دمَّرت مستويات لاعبي المنتخب السعودي حيث لم يعد لديهم نظام كروي يسيرون عليه وتشتت تفكيرهم وعكس اختلاف رتم المسابقات وإيقافات الدوري - غير المبررة - على معدل لياقتهم البدنية.. وارجعوا للمدربين إن كنت أنا غلطان..!!

ما يثير الغضب أن لجنة المسابقات دائماً ما تحاول إيجاد أي مخرج عند تعرضها للنقد لذلك لا يمكن رؤية بوادر أمل لإصلاح اعوجاج اللجنة وفلسفتها غير المفهومة بالدوري السعودي..!!

حالياً لدينا فرصة لن تتكرر بإقرار زيادة الأندية بدوري زين السعودي لأربعة عشر نادياً الموسم المقبل لاعتبارات عديدة من أهمها أن الهابطين (الرائد ونجران) يتمتعان بشعبية جماهيرية كبيرة - زيادة في نقاط معايير الاتحاد الآسيوي - وكذلك تطبيقهما لكافة الأنظمة الاحترافية الجديدة أي أنهما جاهزان تماماً عكس أن تأتي بفريق جديد تبدأ معه من الصفر..!

وجود 14 فريقاً بالدوري هو إضافة كبيرة للمنتخب الأول وللأندية التي تمول فرقها الكروية من صفقات البيع والشراء.. لكن الخوف أن تتلكأ لجنة المسابقات وتبدأ بصنع الأعذار والتبريرات كالعادة لتضحي الكرة السعودية بفريقين يطبقان كافة المعايير والشروط الاحترافية اللازمة..!!

14 فريقاً هو العدد المنطقي الذي يستحقه الدوري السعودي.. فهو يوازي تقريباً عدد المناطق السعودية - إدارياً - كما أنه يوسع الجغرافيا الجماهيرية.. واعتقد جازماً أن اتحاد الكرة سيقر الزيادة لما فيها من مصلحة كبيرة للكرة السعودية.. ولما فيها من توسيع خيارات البحث عن النجوم للمنتخب الأول.. فقط علينا أن لا ننظر لتبريرات لجنة المسابقات.. فهي دائماً ما تبرر فشلها باختلاق أعذار غير مفهومة.. ولنا في أيام الفيفا والتعامل معها دروس تجسِّد فن الإدارة الفاشلة للمسابقات..!!

غرب آسيا وفرقة (كاوابوتشي)..!!

طار أمس للعاصمة الماليزية كوالالمبور رئيس لجنة دوري المحترفين محمد النويصر على غير العادة مبكراً لحضور اجتماعات لجنة الدوريات المحترفة في آسيا حيث ستدور معركة شرسة بين (غرب آسيا) بتكتل السعودية وقطر والإمارات وإيران ويمكن أستراليا ضد الشرق الآسيوي الذي يؤيد خطة ومعايير زعيم الاحتراف الآسيوي (كاوابوتشي) والتي تسير نحو فرض زيادة عدد جولات الدوريات المحترفة لسبع وعشرين جولة لكافة الاتحادات المشاركة بدوري أبطال آسيا..!

اليابانيون وعموماً الشرق آسيويين بارعون في فن خطف القرارات لصالحهم ومن خلال تجربة ميدانية شخصية حضرت خلالها الكثير من الاجتماعات القارية والدولية عرفت أن الشرق آسيويين يبدؤون تكتلاتهم من خلال إرسال مجموعة مدربة من أفراد العلاقات العامة قبل أي اجتماعات حاسمة بفترة كافية ضماناً لكسب التكتلات بشكل مدروس وذكي ثم يحضرون بشكل رسمي لتكملة السيناريو وغالباً ما ينجحون بذلك نجاحاً باهراً..!!

إخواننا في غرب آسيا ينزل من المطار وحيداً لينتظر عفشه يخرج من (السير) ثم للفندق لتغسيل وجهه ثم مباشرة لغرفة لقاعة الاجتماعات ومنها للمطار عائداً لبلده أو يأخذ (أنفاسه) المتعبة -حفظه الله- في إحدى العواصم قبل أن يعود خائباً من كل شيء..!!

الشرق آسيويين يعملون باحترافية بكل شيء لأن كل واحد منهم متفرغ لمهمته بشكل تام وما دام محمد النويصر قد ذهب مبكراً هذه المرة ولديه خطة تكتل ضد معيار زيادة الجولات.. فهذا يعني البداية الصحيحة لصناعة قوة في خطف القرارات حيث تلك إستراتيجية الاجتماعات ومخرجاتها في كل مكان..!!

تصويبات

- ما فعله لاعب الاتحاد محمد نور وسلطان النمري والرهيب في مباراة الهلال من ضرب وركل ورفس يؤكد تماماً أن المنتخب السعودي ونجومه كانوا ضحايا لمثل تلك القلوب المريضة سلوكياً داخل الملعب ولذلك يجب التروي قبل ضم أي لاعب يحمل سلوكيات عدوانية ضد زملائه النجوم..!!

- من غير المنطقي أن يفلت محمد نور من قبضة لجنة الانضباط إذ كان شرارة الانفلات بضربه لياسر القحطاني دون كرة..!!

- على إدارة الهلال معاقبة اللاعب رادوي فليس من الاحترافية تدخله بشكل مرفوض في لقطة الاشتباك الذي تسبب فيه محمد نور.

- قرار زيادة الفرق لـ 14 نادياً هو القرار الإستراتيجي المفصلي لإحداث ثورة عناصرية وجماهيرية مثيرة للدوري السعودي.

قبل الطبع

الحياة ألم يخفيه أمل, وأمل يحققه عمل, وعمل ينهيه أجل, ثم يُجزى كل امرئ بما فعل.