أصبح واجباً ومعتاداً للكتّاب العرب أن يرقبوا، ما يجري في الأراضي الفلسطينية بعد أداء الفلسطينيين لصلاة الجمعة، وخصوصاً في المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة ومدينة الخليل بعد أن أصبح أداء صلاة الجمعة في هاتين المدينتين وبالذات بالمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي يكتنفه كثير من الصعاب، فبالإضافة إلى منع المصلين الفلسطينيين القادمين من خارج المدينتين، يواجه المقدسيون وأبناء الخليل صعوبات وعراقيل جمة للوصول إلى الحرمين لأداء صلاة الجمعة، التي كثيراً ما تنتهي بصدامات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تفتعل الاشتباكات للاعتداء على المصلين.
وأمس انتقلت الاشتباكات من القدس إلى الخليل ولاقى المصلون والمواطنون في المدينة موجة من الاعتداءات والانتهاكات من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين على حد سواء.
هذه التجاوزات الإسرائيلية وتقويض جهود السلام التي تقوم بها حكومة نتنياهو كانت حاضرة وبقوة في اجتماعات اللجنة الرباعية المختصة لتحقيق السلام بالشرق الأوسط والتي اختتمت اجتماعاتها بالمطالبة بإيجاد آليات تلزم إسرائيل بتجميد بناء المستوطنات التي عدتها اللجنة من أهم معوقات تحقيق السلام في فلسطين، وهو ما تتفق معه الولايات المتحدة الأمريكية والتي أجهضت محاولتها في الأسبوع الماضي، حيث سعت الإدارة الأمريكية إلى تحريك عملية السلام مستفيدة من الموقف العربي الذي دعم التوجه الفلسطيني باستئناف مفاوضات السلام وإن كان بطريقة غير مباشرة، فسارعت واشنطن بإرسال نائب الرئيس بايدن ودعمه بإعادة مبعوث الرئيس أوباما السناتور جورج ميتشل للمنطقة للاستفادة من زخم المساندة العربية لاستئناف مفاوضات السلام، إلا أن حكومة نتنياهو صدمت الأمريكيين بالإعلان عن عروض بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة يوم وصول نائب الرئيس الأمريكي، توقيت شكل إهانة، وهذا ما أغضب واشنطن، وأظهر على السطح الخلافات الأمريكية الإسرائيلية إلى العلن.
الأمريكيون يطالبون الآن بإجراء تحقيق عن (معنى) إعلان بناء المزيد من المستوطنات أثناء زيارة نائب الرئيس وأن يتم إلغاء قرار بناء المستوطنات، وأن تظهر حكومة نتنياهو علامات وتحركاً يرغب الفلسطينيين في العودة للمفاوضات من خلال إطلاق سراح عددٍ من المعتقلين وتخفيف الحصار عن قطاع غزة، خصوصاً أن الفلسطينيين نجحوا كثيراً في ضبط الأمن في الضفة الغربية مما يفرض على نتنياهو أن يكون إيجابياً مع هذه الجهود، وإلا فإن الأمريكيين سينظرون للأمر وكأن نتنياهو يعمل على إجهاض جهودهم وتقويض مصالح أمريكا في المنطقة.