احتفال المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الخامسة والعشرين «الجنادرية» لهذا العام احتفال استثنائي لأنه خصص لتكريم الملك عبدالله الذي رعى الجنادرية (25) عاماً منذ أن كانت سباقاً للإبل، حيث تبنى فكرة تحويله إلى مهرجان وجعله احتفالاً سنوياً للثقافة والتراث، لذا جاء التكريم هذا العام ليليق بالملك الذي غير وجه المملكة وجعل الثقافة عنواناً نخاطب به العالم ونشارك مهم.
وفي حفل تكريم رجل الجنادرية الملك عبدالله الراعي والممول والداعم الأكبر مالياً وإدارياً ومعنوياً نكون قد ودعنا مرحلة من مراحل الجنادرية التي عاشت وتغذت على ميزانية الدولة خلال (25) عاماً سواءً الدعم المباشر من إدارة المهرجان أو مشاركة قطاعات الدولة: الوزارات وإمارات المناطق والمؤسسات الحكومية، فقد حان الوقت الذي تنتقل فيه الجنادرية إلى مرحلة جديدة في مرحلة اليوبيل الذهبي القادم لتدار الجنادرية بطريقة استثمارية تصرف عليها استثماراتها وأوقافها ومؤسسات القطاع الخاص، وذلك بإنشاء شركة الجنادرية الاستثمارية، تقيم سلسلة من الفنادق الصغيرة وشققاً مفروشة للإيواء وشاليهات صحراوية على طول حافة الثمامة في المساحة المخصصة للجنادرية ومدينة ألعاب وساحات رياضية وساحات للبيع في محيط القرية التراثية مع العودة من جديد إلى الفكرة الأساسية التي قامت عليها الجنادرية عام 1406هـ حين كانت الفكرة تتمحور حول تحويل سباق الهجن إلى مهرجان للتراث ثم تطورت الفكرة لتكون تمثيلاً مصغراً لمناطق المملكة عبر توقيع خريطة للمملكة على أرض الجنادرية، البحر الأحمر غرباً، والخليج العربي شرقاً، وجبال جازان وعسير والربع الخالي جنوباً، وامتداد هضبة نجد والحمادا شمالاً. وداخل خريطة المملكة تجسد الـ(13) منطقة إدارية وبعض التضاريس الطبوغرافية مثل حرات وهضاب المدينة المنورة ورمال النفود الكبير والدهناء وحافات نجد وجبال السروات وسهول تهامة، لتكون تلك الظواهر معالم سياحية دائمة يزورها سكان وضيوف المملكة، ويرافق ذلك أسواق تراثية ومراكز تجارية ومقر للاحتفالات وإقامة الندوات والمناسبات الشعبية الكبرى.
هذا المشروع لو تحقق لن يكون فقط مشروعاً استثماراً بل مشروعاً لبناء الإنسان ثقافياً وترفيهياً وسياحياً. وهذا أحد أهداف الدولة التي تسعى إلى تحقيقها.. فتح المجال أمام القطاع الخاص لإقامة مشروعات ثقافية تعجل في الوعي والتنوير في خط مواز للدولة التي أنشأت للثقافة وتوعية المجتمع ثلاث قطاعات كبيرة هي: وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والإعلام. فهل يكون عنوان الجنادرية العام المقبل «شركة الجنادرية؟».