وسائل الإعلام الموجودة الآن والأكثر تأثيراً.. هي الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية والتلفاز بمحطاته والراديو.. هذه هي الأكثر تأثيراً وحضوراً اليوم.. هذا إذا لم نقل إن وسائل الإعلام أساساً ثلاثة.. وهي الإعلام المقروء والمرئي والمسموع.. ولكن إذا أردنا أن نضيف وسائل أخرى.. ونوسع الأنواع.. نستطيع أن نضيف مثلاً وكالات الأنباء والإنترنت وما شاكل ذلك كرسائل الجوال مثلاً.
فهذه الوسائل الأربع.. وهي الصحافة الورقية ثم الصحافة الإلكترونية ثم المحطات الفضائية ثم الراديو هي اليوم الوسائل الموجودة.. وهي المؤثرة أيضاً.
فالصحافة المكتوبة (الورقية) والراديو.. يجمهما شيء واحد.. وهو أنه يصعب إصدارهما أو إطلاقهما إلا وفق ضوابط معينة محددة ترسم وتؤطر أسس ممارسة هذه المهنة وتحفظ حقوق كل الأطراف وتُلزم ممارس أو صاحب الامتياز أو مرسل هذه الرسالة الإعلامية.. تلزمه بجملة من الضوابط التي تحفظ حقوق المتلقي.. كالالتزام بالأطر الشرعية والأخلاقية واحترام المتلقي وما شاكل ذلك من المواثيق الإعلامية المعروفة.
أما بالنسبة للصحافة الإلكترونية والمحطات الفضائية.. فبوسع كل شخص يملك القليل من الفلوس أن يطلقهما في لحظة.
الصحافة الإلكترونية لا تتطلب سوى حجز موقع ثم بوسع شخص واحد أن يُطلق صحيفة إلكترونية يومية يكتب فيها ما يشاء ويُرسل ما يشاء.. ويقول ما يشاء دون ضوابط.. ودون أن يقال له (تعال.. وينك رايح!! أو حتى يحاسب لو مارس ممارسة خاطئة.. كأن يكتب خبراً أو مقالاً يتضمن سباً وقذفاً أو أي عمل آخر ويسيء لشخص أو لجماعة أو لمؤسسة.
نعم.. لن يحاسبه أحد.. لأنه لا أحد يقدر على محاسبته.. بل إن أكثر الصحف الإلكترونية لا يُعرف لها صاحب.. وهكذا المحطات الفضائية إذ بوسع أي شخص يملك مبلغاً معيناً من المال أن يحجز له محطة ويقول فيها ما يشاء دون أن يحاسبه أحد.. إلا إذا كانت قوانين الدولة التي يوجد فيها لديها لوائح معينة.
ولعلك تلاحظ أن بعض القنوات الفضائية مثلاً.. تُرسل ما تشاء من مضامين فاسدة مدمرة.. كقنوات الرذيلة وقنوات السحر والشعوذة أو قنوات الإلحاد والفساد وقنوات التنصير وهكذا.. لا أحد يقدر على ملاحقة ومحاسبة هؤلاء.
وتبقى الصحافة المكتوبة والراديو هما الوسيلتان اللتان تقعان تحت قبضة (المشرِّع) القانوني إذ لا يستطيع - في الغالب - أحد أن يمارس هذا العمل إلا وفق ترخيص وضوابط والتزام وتعاقد واتفاق.. ويخضع للوائح ونظم داخلية أو خارجية.
اليوم.. تدخل (النت) وتجد عشرات الصحف الإلكترونية.
واليوم تسمع إشاعات مكذوبة ومصدرها الصحافة الإلكترونية.
واليوم.. تقرأ في صحفنا (أخبار نفي) كثيرة.. كلها تنفي ما نُشر في الصحافة الإلكترونية.. فقد تحولت إلى عبء على المتلقي ووسيلة إزعاج.. وفيها الكثير من الأخبار المكذوبة.. بل أصبحت مصدراً خطيراً لإطلاق الإشاعات وتعميمها.
ولست هنا.. لأعمم على الصحافة الإلكترونية كلها.. فهناك صحف إلكترونية.. (محترمة) تحترم المتلقي.. وملتزمة بالمواثيق الإعلامية ولكن الأكثر مع الأسف ليس كذلك.
وهكذا رسائل الجوال.. هي الأخرى دخلت في المشكلة، فكثيراً من أخبار رسائل الجوال تنفي لأنها مكذوبة ومجرد تمرير لإشاعات.. ومع ذلك.. هناك العشرات من مصادر الأخبار عبر رسائل الجوال جيدة.
الإعلام اليوم.. يتسع ويتشعب والمتلقي ضاع بين هذه الوسائل المتزايدة التي تستخدم أساليب حديثة.
ولعل المحظوظ.. هو من قرر قطع كل علاقاته بالإعلام بشكل نهائي.. وانشغل فيما ينفعه في دينه ودنياه..
فلا يقرأ صحفاً.. ولا يشاهد تلفازاً.. ولا يسمع راديو ولا يقرأ حتى اللوحات الإرشادية أو الدعائية على الشوارع.
ربما يكون هذا.. مرتاحاً.