الدمام - سلمان الشثري
لم يجد بعض المراهقين طريقة للتعبير عن آرائهم أو ما بداخلهم من هموم أو مشاعر أو موهبة أسهل من الكتابة على الجدران في الشوارع العامة، فعلى الرغم من أن بعض الأخصائيين النفسيين اعتبر الكتابة على جدران الشوارع اضطراباً نفسياً كما أنها ظاهرة غير حضارية وتشويه للمنظر العام إلا أن المشاهد للكتابات والرسومات على الجدران يجد فيها إبداعاً حقيقياً، يكمن في العبارات أو الرسومات التي تدل على وجود موهبة لم تجد من يصقلها.
ويطالب بعض المتضررين من الكتابات على الجدران بفرض قوانين على العابثين بجدرانهم ومحاسبتهم للحد من تلك الظاهرة، ويبين محمد باشماخ أحد أصحاب المنازل المجاورة لمدرسة ثانوية أن طلاب الثانوية جعلوا جدار بيته لوحة يكتبون عليها مشاعرهم تجاه زملائهم الطلاب أو حتى معلميهم إما للانتقام أو بغرض التشهير.
ويضيف: سيكون فرض عقوبة على العابثين بالجدران رادعاً لهم. ولعل الكثير من المتضررين أو حتى العابثين لم يعلموا أنه قد يتسبب العبث بالجدران بالدخول للسجن بعد العبث أو الكتابات التي تتضمن تشهيراً لأشخاص كما حدث في مدينة الخبر قبل نحو عام، تم تنفيذ حكم من محكمة الخبر بالسجن والجلد لطالب ثانوية يبلغ من العمر (19) عاماً كتب عبارات احتوت تشهير لزميل له ودون فيها عبارات خادشة للحياء على الجدران المحيطة للمدرسة وصدر حكم الجلد بـ(150) جلدة أمام المدرسة التي كان يدرس فيها.
ولم تغفل وزارة التربية والتعليم ضمن لائحة تنظيم سلوك الطلاب عقوبة للعبث بالجدران. وفي المقابل اعتبر إمام جامع خالد بن الوليد بالدمام عبدالله القحطاني أن العبث بالجدران تعدٍ على ممتلكات الآخرين بغير وجه حق مؤكداً أن تخريب ممتلكات الغير لا يجيزه الإسلام. ومن جهته قال مدير العلاقات العامة في أمانة المنطقة الشرقية حسين البلوشي أتمنى إن تنتهي هذه الظاهرة الشاذة فالبلدية تعمل من أجل تحسين وتجميل المنتزهات لتبقى متنفساً سياحياً للعائلات والشباب والزوار، يرى أيضاً إن عمليات تخريب المرافق العامة، ظاهرة ليست جديدة فهي تمثل صداعاً مزمناً للجهات المختصة خصوصاً وأن عمليات السيطرة عليها تبدو صعبة للغاية، إذ من الصعوبة بمكان وضع حراسات مستمرة على المرافق العامة التي يفترض أن تكون متاحة للجميع.
وأضاف البلوشي آسفه على ما يصدر من تصرفات من بعض المراهقين أو بعض المتنزهين والتي تطال الكتابة على المرافق العامة والخربشة عليها، وبين البلوشي إن الأمانة تجلي جميع تلك الكتابة التي لا تعبر عم قيم مجتمعنا السعودي.