(الجزيرة) - عبدالله الحصان
نفى وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث والتنمية ما يتردد عن ارتفاع أسعار الشعير عالمياً، مؤكداً وجود ممارسات خاطئة من قبل بعض التجار ضد المستهلك المستهدف بالدعم.
وقال الدكتور عبدالله العبيد ل(الجزيرة): إن متوسط السعر بالنسبة للبيع من نقاط التجار يجب ألا يتجاوز 29 ريالاً بما فيها الهامش الربحي للمورد يضاف إليها ما بين ريال وأربعة ريالات أجور نقل وتوزيع بحسب المناطق؛ وبالتالي يجب ألا يتجاوز سعر كيس الشعير 34 ريالاً في ظل إعانة الحكومة البالغة 200 ريال للطن.
وكانت الأشهر القليلة الماضية قد شهدت زيادة كبيرة في أسعار الشعير تجاوزت 80% في جميع مناطق المملكة، وكان التجار يبررون هذه الزيادة بالتأثيرات الخارجية وارتفاع الأسعار العالمية، وهو ما نفاه جملةً وتفصيلاً وكيل وزارة الزراعة. ونفى العبيد أيضاً تأخر صرف إعانة الشعير قائلاً: لا يوجد هناك أي تأخير طالما اكتملت كل المستندات وخضعت للتدقيق اللازم من الجهات ذات العلاقة.
وأشار إلى أن حصة السوق المحلية من الشعير سنوياً تبلغ من 7 إلى 8 ملايين طن بنسبة تتجاوز 50% من إجمالي حصة سوق الشعير المتاح للتصدير عالمياً، والذي يبلغ أكثر من 15 مليون طن سنوياً، متوقعاً أن يكون هناك انخفاض كبير في أسعار الشعير؛ نظراً إلى توافره لدى التجار في الخارج وبدء الموسم الجديد الذي يتوقع أن يكون بنفس مستوى العام الماضي.
وكانت (الجزيرة) قد رصدت في وقت سابق قيام بعض التجار بتخزين الشعير في أوقات تسبق رفع الأسعار في عملية تعطيش للسوق والانتظار إلى فترات يرتفع فيها الطلب على الشعير كالفترة الحالية، خصوصاً بعد أن دهمت البلاد حالة من الجدب؛ نتيجة قلة تساقط الأمطار على المناطق الرعوية واستخدام المربين الشعير علفاً للماشية، وهو الأمر الذي استغله التجار والموزعون لرفع الأسعار.
وأبدى العديد من أصحاب الماشية امتعاضهم من الارتفاع المفاجئ للأسعار، مؤكدين أن هذه الزيادة ستضر بالسوق، إضافة إلى تأثير هذه الزيادة في أسعار اللحوم مستقبلاً؛ كون التكلفة ستزيد عليهم، ولأن المستهلك النهائي سيكون هو الضحية.
وكان سعر كيس الشعير الأسترالي زنة 50 كيلوجراماً قد ارتفع إلى 38 ريالاً، فيما بلغ سعر الكيس الأوروبي 36 ريالاً على الرغم من قيام الحكومة بدعم الشعير؛ باعتباره سلعة حيوية وأساسية في تربية الماشية، غير أن التذبذبات التي يشهدها السوق تربك المتعاملين وتؤثر في مربي الماشية وفي جيوب المستهلكين النهائيين للحوم.
يذكر أن المملكة تعد أكبر مستهلك للماشية في المنطقة حيث يبلغ حجم الثروة الحيوانية فيها ما يربو على 9 ملايين رأس موزعة بين الإبل والأبقار والأغنام، بينما يصل حجم استهلاك الأعلاف أكثر من 9.2 مليون طن سنوياً يشكل الشعير الحصة الكبرى منها.