إعانة البطالة التي يدور حولها حديث واسع هذه الأيام، أخذت أبعاداً متعددة، وما بين الاندفاع العاطفي، والبعد الاقتصادي برزت على السطح رؤى متضادة حول جدوى مثل هذا المقترح؟
البعض يرى بضرورة إقرار صرف إعانة البطالة، وأن الشاب بحاجة على الأقل لمصروف جيب، يمكنه من التنقل بحثاً عن وظيفة، فيما يرى البعض عكس ذلك وأن هذه الإعانة قد تزيد من البطالة على اعتبار أن بعض الشباب لن يجتهد في البحث عن وظيفة، ويكتفي بتلك الإعانة حتى وإن كانت ألف ريال، إضافة إلى أنها ستشكل هدراً مالياً ليس له مقابل.
أعتقد أن قراراً مثل هذا ليس من السهولة اتخاذه، وإن كان البعض يتحدث عن دول تمنح إعانة بطالة، إلا أنه ليس بالضرورة أن ينطبق ذلك على المملكة.
هناك قطاعات اقتصادية أثبتت الأرقام أن بها مجالات واسعة للسعوديين، وهنا نحن نتحدث عن فرص توظيف أو عمل مهني، من خلال ما تتيحه بعض مصادر التمويل الحكومية, وهو ما يؤكد ما ذهب إليه البعض من وجود نسبة ليست قليلة من البطالة تقع تحت التنصيف الاختياري، بمعنى أن بعض الشباب يريد وظيفة بمزايا محددة.
أعتقد من المهم قبل البحث في موضوع الإعانة، هو تقييم تجربة السعودة وكل ما يرتبط بتلك الجهود، حتى تجربة الجهات التمويلية الحكومية التي ظهرت خلال الخمس سنوات الأخيرة وقدمت برامج تمويل تضمنت مبالغ طائلة، نحن كنا نسمع تقارير تتضمن مبالغ تمويل كبيرة وصناديق رصد لها مليارات الريالات لتمويل المشاريع الصغيرة للشباب وإتاحة برامج تدريب وتأهيل، ولكن ما مصير تلك المشاريع، وما هو الواقع الحقيقي لها، أمر يجب أن يكون على طاولة البحث.
فعلى الرغم من تلك البرامج التمويلية، وبرامج السعودة والتدريب المنتهي بالتوظيف ولا نزال نتحدث عن بطالة، هذا يعني أن خللاً ما، عطَّل اكتمال الاستفادة من ذلك الحشد من البرامج والخطط، وما لم يتم تلافي ذلك سوف يستمر الهدر وكل يشكو من البطالة.
Hme2020@gmail.com