التأمت اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط في موسكو ودخلت القضية الفلسطينية في عملية حسابات المقايضات؛ فأمريكا والاتحاد الأوروبي يريدون مقايضة دعم تصعيد العقوبات الاقتصادية ضد ايران مقابل موقف أكثر جدية من الأمريكيين والأوروبيين لتسريع إقامة الدولة الفلسطينية ومنح الفلسطينيين حقوقهم التي غيبت كثيراً.
مضيفو اجتماعات اللجنة الرباعية الروس يرون أن العودة إلى المكانة الدولية المتقدمة، ومشاركة أمريكا في صنع القرار الدولي عبر قضايا الشرق الأوسط، بتبني تنشيط التسوية السلمية التي تعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني التي كانت إحدى ركائز السياسة الدولية للاتحاد السوفياتي الذي ورثته روسيا، والفضاء السياسي الدولي والاقليمي مهيأ لإعادة روسيا لدورها الريادي المشارك في صنع القرار الدولي والتأثير على الأحداث في العالم، وبالذات في منطقتنا حيث توفر القضية الفسطينية والمسألة النووية الايرانية، هذه المشاركة فمن خلال هاتين القضيتين تستعيد روسيا نفوذها ومكانتها الدولية كدولة مشاركة في ثنائية القيادة الدولية.
وهكذا، ومع السعي المشروع للروس لاستعادة مكانتهم الدولية، ومع تزايد نقاط القوى في السياسات الدولية للعديد من الدول العربية لتأثيرها الاقتصادي وتزايد مكانتها الدولية فإنه أيضاً من المشروعية أن يسعى العرب للاستفادة من المسعى الروسي كقوة دولية والتنسيق على أسس منطقية وبرغماتية لكسبها كقوة تتسارع جهودها لاستعادة دورها الريادي وضمها كقوة مضافة تعزز شبكة العلاقات الدولية للمنظومة العربية من أجل استعادة الحقوق المشروعة لكثير من البلدان العربية، وبالذات الشعب الفلسطيني الذي يعيش وضعاً مأساوياً لا يمكن أن يتحمله شعب آخر، وتجاهلت القوى الدولية حقوقه المسلوبة طويلاً، وهذا ما يفرض واجباً أخلاقياً وأدبياً على المجتمع الدولي لإنصافه، وعلى الدول العربية أن تعمل لتحريك الضمير الإنساني للقيام بواجبه.
***