الدمام - سلمان الشثري
قالت الدكتورة ليلى بوبشيت المنسق الوطني لحملة «امنح حياة» الحملة الوطنية للتوعية بمفهوم التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية أن فكرة الحملة بدأت منذ حوالي سنتين لتكون إحدى المشاريع الوطنية للجنة الدائمة لخدمات الإنسانية والسلام بالجمعية الوطنية لطلاب الطب، عندما لاحظنا عدم إلقاء الضوء حول موضوع التبرع بالأعضاء، وما نراه بحكم مخالطتنا للمرضى من معاناة مرضى الفشل العضوي وحياتهم المرابطة للأجهزة وتكون حياتهم على حافة الموت، وما يخلفون ورائهم من أثر على حياة أسرهم وأيضاً على المال العام بحكم ما لاحظناه في الدراسات للمركز السعودي التي تشير إلى أن 2436 حالة غسيل كلوي لسنة 2007 يتراوح أعمارهم بين 26 و45 سنة وهي الفئة العمرية الإنتاجية، وعندما نعلم بأن احتياج مريض الغسل الكلوي إلى البقاء على جهاز الغسل 3 مرات في الأسبوع وما يعود عليه من ساعات غياب عن العمل فإن ذلك له أثر كبير إذا ما أضفنا التكاليف التي تصرف على أجهزة الغسل الكلوي وأقسامها وفريق عملها الطبي. مقابل هذا العدد من الفشل العضوي يوجد ما يقارب 500 حالة وفاة دماغية سنوياً على مستوى المملكة يمكن أن تكون سبباً في منح الحياة بعد الله لمرضى الفشل العضوي الذين يتذوقون الموت كل لحظة للأسف تذهب غالبية هذه الوفيات دون تبرع للأعضاء والسبب الرئيس هو رفض الأهل, إما لجهلهم بحقيقة الوفاة الدماغية ووجود أمل زائف بالعودة للحياة وهي حالة لا رجعة فيها أو لعدم معرفتهم بحقيقة أنه التبرع بالأعضاء مجاز شرعاً استناداً لما ذهب إليه قرار هيئة كبار العلماء برقم 99 والمجمع الفقهي الإسلامي أو قد يكون الأهل مقتنعين بفكرة التبرع بالأعضاء ولكنهم يجهلون رغبة المتوفى فيجدون صعوبة في اتخاذ القرار في لحظة الصدمة بالخبر وما تلعبه العواطف من دور كبير. ومن هذا المنطلق قوله تعالى {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}. أتت فكرة الحملة الوطنية للتوعية بالتبرع بالأعضاء لتحمل اسم (امنح حياة) لكي تنشر المفهوم الصحيح حول التبرع بالأعضاء في جميع أنحاء المملكة على مراحل, ولتنقل ما تبنته المملكة لتكون رائدة في الأعمال الإنسانية بالمركز السعودي لزراعة الأعضاء.