جدة - صالح الخزمري
أيامي أو حياتي في نادي جدة الأدبي التي بلغت ربع قرن اكتنفها الكثير من العناء والظروف الصعبة.
كانت تلك البداية التي بدأ بها حديثه الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين في إثنينية عبد المقصود خوجة.. معتبراً أن العام 1401هـ هو عام الانطلاقة من النادي.. حيث توفي الأستاذ محمد حسن عواد.. وأجريت الانتخابات حتى وصلت للأستاذ حسن القرشي.. غير أن القرشي لم يمارس عمله في النادي.. حيث اختير سفيراً للمملكة في السودان، فكان اختيار أبي مدين في العام نفسه.. أما أول المناشط التي قام بها النادي في عهده فيقول أبو مدين: كان عبارة عن تنظيم ملتقى: المثقف ما له وما عليه.
وقد حضره الكثير من الأدباء ومنهم: محمد حسين زيدان وعبد الله مناع وتركي السديري.. ويضيف أبو مدين أن النادي وبعد مرور ثلاثة عقود من ذلك الملتقى شرع يشق طريقه الجاد والمتجدد بكثير من الحيوية والعطاء حتى أيامه الأخيرة في النادي في الشهور الأولى من عام 1427هـ.. مؤكداً أن العمل عنده عشق لا حدود له.. وأنه يصيبه القلق مع كل مشروع ينهض به النادي.
وأضاف أننا منذ البداية أخذنا نشرق ونغرب من أجل المحاضرات والجمهور الذي هو أساس بعد الضيف فذهبنا إلى مدرسة الثغر النموذجية وجامعة الملك عبدالعزيز وكان د. عبد الله الغذامي يغري الطلاب بالحضور للفعاليات يوم كان رئيس قسم اللغة العربية، ولكن لم تجدِ كل المحاولات.
أما البداية الفعلية للجمهور مع النادي فكانت عند اشتداد قضية الحداثة حيث كان الحضور الكثيف من كلا الطرفين واشتغلت الصحافة وجاء الناس إلى النادي من مكة والطائف.
وفي العام 1409هـ أقام النادي مؤتمراً كبيراً دعا فيه واحداً وعشرين أستاذاً باحثاً في الوطن العربي وعنوانه: قراءة جديدة لتراثنا النقدي.. ويقف أبو مدين على إحدى الأزمات التي مرت به من خلال هذا المؤتمر عندما دعا النادي كمال أبو ذيب فسعى المغرضون إلى سماحة المفتي.. وقالوا إن النادي سيقيم مؤتمراً فيه نصارى لهدم اللغة العربية.. ومضى المؤتمر ولم يدن النادي بشيء ويعرج على ما تعرض له النادي من تعليق سيئ من أحد أساتذة الجامعة وما تبعه من كتابة في جريدة عكاظ، وربما كانت أهم المحطات هي عندما أعلن النادي عن جائزة للإبداع ويفوز بها الشاعر محمد الثبيتي وديوانه تضاريس.. وكيف أن أبا مدين ألغى حفل التكريم درءاً لمشكلة كادت أن تحدث.
ويواصل أبو مدين الحديث عن إنجازات النادي ومنها: تكريم النادي لعدد من العمالقة منهم: محمد حسين زيدان ومحمود عارف وحسين سرحان ومحمد حسن فقي ومنصور الحازمي وعزيز ضياء وعبد العزيز الرفاعي.
ويرجع فضل الصحافة عليه عند عمله في الأضواء والرائد والعدد الأسبوعي من عكاظ ومؤسسة البلاد للصحافة والنشر.. ويقف على محطات مشرقة من عمر النادي من ذلك: جماعة حوار التي أنشأها د. حسن النعمي مشيداً به وبما قدمه لتلك الجماعة.. حيث كانت بداية الجماعة عن محور: الرواية في المملكة العربية السعودية منذ بدايتها.. وقد أفرز هذا المحور كتاباً تجاوزت صفحاته الستمائة صفحة وها هي الجماعة تواصل نجاحاتها.
استقالة مجلس الإدارة الحدث الأبرز الذي كان بداية لعصر جديد في حياة أبي مدين في العام 1426.. يذكر أبو مدين أنه مر بالنادي د. عبد العزيز السبيل - وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية.. وقال إن هناك رغبة في تغيير مجالس إدارات الأندية الأدبية فكتبنا الاستقالة في ذات المساء فكانت في مكتب الوزير في الصباح وبرر ذلك القرار كونه أمسى حتمياً وأن النادي أدى واجبه في حدود إمكاناته، وعرج على ما قيل عن الاستقالة من أنها تمثيلية.. وكذلك من أنكر عليهم الاستقالة.. معتبراً أن تلك الخطوة مكسب لهم ليتركوا المجال لغيرهم وإعطاء الفرصة للدماء الجديدة.
واعتبر أبو مدين أن من المكاسب التي خرج بها من النادي تلك العلاقات الواسعة داخل الوطن وخارجه من خلال دوريات النادي التي كانت تستقطب الكثير.. وكذا من خلال مناشط النادي.
وتحدث عن إنجازات النادي من خلال دورياته وعقد ملتقى قراءة النص وترجمة بعض الكتب وقدم دعوته لمعالي الوزير د. عبد العزيز خوجة بدعم الثقافة حيث إن المخصص لها لا يفي باحتياجاتها.
وفي تعليقه على مداخلات الحاضرين وعن ما بقي من طموحاته قال: حققت الكثير ولكن الطموحات لا تنتهي.
- وعن جيل اليوم وما ينصحهم به قال: الريادة والطموح يتطلبان تضحيات وعملاً.. ومن سار على الدرب وصل والصدق أساس وكل من نجح كان هذا ديدنه.
من جانبه أشاد عبد المقصود خوجة بأبي مدين وبتجربته في النادي وبكتابه الجديد: تجربتي في النادي، إضافة إلى نشاطه الصحفي عبر الرائد والأضواء وعكاظ والمدينة.