دبي - محمد المنيف
انطلقت هذا الأسبوع بدعم من «هيئة دبي للثقافة والفنون» وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية من 15 وحتى 19 مارس، فعاليات معرض «آرت دبي 2010» بمنتدى الفن العالمي، الذي اشتمل على حوارات ومناقشات. وكانت العاصمة القطرية الدوحة أولى محطات فعاليات المعرض بمتحف الفن الإسلامي في قطر، باستضافة «هيئة متاحف قطر» لتنتقل الفعاليات إلى مقر المعرض في شاطئ مدينة جميرا بإمارة دبي. وقد ارتكزت جلسات الندوة على نقاشات حوارية مع الفنانين الممارسين الذين اعتادوا إبراز جوانب تاريخية وأرشيفية في أعمالهم الإبداعية. وشارك في هذه الجلسة عددٌ من كبار الفنانين والقيِّمين بالإضافة إلى الفنانة المصرية هالة القوصي الفائزة بجائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية 2010، حيث عملت مع القيِّم ييل باوهويس وعرض مشروعها الفائز في «معرض آرت دبي 2010». كما شمل برنامج ذلك اليوم مناقشة الأزمة الوشيكة في الكتابة الفنية، حيث ناقش مؤلفون ومحرِّرون دوليون التحديات الحقيقة التي تواجه الصناعة الإعلامية اليوم. ومن الفعاليات الملهمة في اليوم نفسه جلسةٌ نقاشيةٌ شارك بها ثلاثة من أعلام الحركة الإبداعية الإيرانية في سبعينيات القرن العشرين وهم توني شافرازي وفريدون آفي وكمران ديبا، حيث يسردون ذكرياتهم حول الحركة الإبداعية النشطة خلال تلك الحقبة، وما يمكن أن يتأثر به جيل الفنانين والمُبدعين الإيرانيين من أعمالهم. وقد دأب معرض (آرت دبي) منذ انطلاقته في مارس 2007، على استقطاب هذا المنتدى «منتدى الفن العالمي»، ليقام بشكل مستمر على هامش معرض «آرت دبي»، بمشاركة كوكبة من المفكرين والمُبدعين والأكاديميين والمُقتنين من كافة أنحاء العالم لتسليط الضوء على القضايا المهمة والمُلحَّة التي تؤثر في الحركة الفنية والإبداعية الراهنة، وتحدِّد توجهاتها وآفاقها المستقبلية. يأتي انعقاد «منتدى الفن العالمي» هذا العام تحت عنوان «لحظات حاسمة»، حيث يناقش المنتدى الأبعادَ الواقعية لعدد من القضايا الرئيسية التي تحدِّد معالم ثقافتنا المعاصرة، والأوجه النظرية التي تشغل الفنانين والمُبدعين.
هذا وشهد المنتدى حوارات ومناقشات مستفيضةً ومعمَّقةً حول عدد من المفاهيم ذات الصِّلة، مثل تخيُّل مدرسة الفنون المستقبلية المثالية، واستكشاف التوجهات العالمية للمتاحف المؤقتة والمتنقلة، بالإضافة إلى لقاءات وحوارات وجهاً لوجه مع عدد من المُبدعين العالميين، وفي طليعتهم الفنان الهندي العالمي مقبول فدا حسين الذي تمتد مسيرته الإبداعية لعقود طويلة، والفنان التشكيلي العراقي ضياء عزاوي. كما يشهد هذا اليوم أيضاً العرضَ الأول للفنانين العالميَّين شمون بسار وهيغ إيفانزيان 5000 Friends After the Rolodex، العرض الأدائي الذي يتتبَّع «منتدى الفن العالمي» في أيامه الأربعة.
فيما سلط الأضواء في اليوم الثالث من فعاليات المنتدى (الخميس 18 مارس) على التوجهات المعاصرة في رعاية الأعمال الفنية، حيث القى سعادة عمر سيف غباش، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى روسيا الاتحادية وأحد رُعاة الأعمال الإبداعية المعروفين، كلمةً تحت عنوان «بناء الرعاية الفنية الإقليمية فيما بعد الأزمة العالمية». كما أقيمت يوم الخميس جلستان متخصِّصتان عن الرعاية الفنية العامّة والخاصّة، حيث أبرزتا أحدث التوجُّهات في عالم اقتناء الأعمال الفنية والإبداعية، بمشاركة خبراء معروفين مثل ماريا بيباكوفا من موسكو؛ ود. فرهد فرجم من دبي؛ ومحمد أفخمي من دبي؛ وأليستير هيكس من لندن؛ ومايكل دانوف من نيويورك.
كما أتيح في اليوم نفسه فرصةً نادرةً لمشاهدة النحات الغاني العالمي إل أناتسوي وهو يناقش مسيرته الإبداعية الفذة في حوار مع القيِّم أوكوي إنويزور. ثم يلي ذلك نقاش شيِّق ومعمَّق عن المفاهيم الفنية في فلسطين، أو «متلازمة فلسطين»، مع إبراز دور وتأثير المفاهيم المُسبقة والانحيازات في توجهات الحركة الفنية بالمنطقة، والعلاقة المتبادلة بين الفنانين والمُبدعين ضمن دولة مع الآخرين عبر حدود جغرافية وفواصل إثنية.
وستنطلق اليوم الرابع والأخير من أعمال المنتدى (الجمعة 19 مارس) بلحظات استذكارية معاصرة، وهذه المرة عن الحركة الإبداعية في نيويورك في سبعينيات القرن العشرين، عندما تعاون فيتو أكونكي ودينيس أوبنهايم وأليس آيكوك في إنجاز المشروع الذي عُرف باسم «112 غرين ستريت» وكان بمثابة حجر الأساس لممارسة الفنون الأدائية والمُجسَّمية لأجيال لاحقة.
كما ستُثار مُجدداً في اليوم الأخير من أعمال «منتدى الفن العالمي» مسألة رعاية الأعمال الفنية، وذلك عبر حوار شيّق مع دون روبل وميرا روبل اللذين يُعدان من أبرز المُقتنين ذوي الرؤية الاستشرافية خلال الأربعين عاماً الماضية. ويتبع ذلك جلسةٌ حواريةٌ عن العلاقة بين الرعاية الفردية والمؤسسات، ودور هذه العلاقة في تحديد توجُّهات نموّ المتاحف بمنطقة الشرق الأوسط خلال الأعوام القليلة المقبلة.
ويُختتم «منتدى الفن العالمي» بعرض أخير ل 5000 Friends After the Rolodex، حيث يناقش الفنانان العالميان شمون بسار وهيغ إيفانزيان نتائجَ مشروعهما الذي انطلق عرضه الأول في الدوحة في اليوم الأول لأعمال المنتدى.
لمزيد من المعلومات عن «آرت دبي 2010» والصالات الفنية المشاركة، والمشروعات الإبداعية المعروضة، والفعاليات والنشاطات المختلفة المقامة على هامشه، تُرجى زيارة موقعه على الإنترنت:
www.artdubai.com.