Al Jazirah NewsPaper Friday  19/03/2010 G Issue 13686
الجمعة 03 ربيع الثاني 1431   العدد  13686
 
مقابر أم منابر؟
فهد الحوشاني

 

في استطلاع شمل خمسة وثلاثين مدير مدرسة تركز حول مدى إيمانهم بالأنشطة الطلابية وجدت للأسف الشديد أن إيمانهم (ضعيف) بالأنشطة، بل إن هناك من وجدته قد (كفر) بأهمية الأنشطة، حيث كتب على استمارة التقييم المرسلة إليه علامة (إكس) على كثير من الخانات، في رفض صريح لفكرة أن يكون في مدرسته أي نشاط طلابي! هذا ما قاله لي أحد الزملاء الذي عني بإجراء بحث بهذا الخصوص! إن المدير الذي يمنع طلاب مدرسته مع سبق الإصرار من ممارسة حقهم التربوي في الأنشطة والذي نصّت عليه السياسة التعليمية للمملكة وفسرته اللائحة التعليمية هو منتقص لدوره التربوي وعليه أن يمحو أميته في هذا المجال ويستغفر الله عن هذا التقصير بواجبه الوظيفي!!

وزارة التربية والتعليم ممثلة بالإدارة العامة للنشاط الطلابي تصدر الكثير من التعاميم التي يتم الإجهاز عليها من قِبل مدير غير رحيم بطلابه وإن كان إدارياً ناجحاً في مسألة يرى أنها مهمته الوحيدة وهي حضور وانصراف المعلمين والطلاب وهو بالتأكيد لم يطلع على اللائحة التعليمية أو أنه قرأ ويرفض التطبيق لأنه غير مقتنع بالأنشطة ولا يسأل فيها ويعينه على رفضه للأسف مشرفون (تربويون) جهلوا أو لم يعوا دورهم أيضاً، يهتمون بأن ينهي المعلم مقرره في الزمن المحدد ولا يهتمون حتى بنشاط المادة التي هم مشرفون على تنفيذها والتي يعتبر نشاطها (فرض عين) على كل معلم ومشرف تربوي!

وزارة التربية والتعليم ترصد الميزانيات الضخمة وتقوم إدارة الأنشطة الطلابية بالكثير من الجهود والبرامج التي تظل تحت رحمة مدير (يريد أو لا يريد أن يكون) في (مدرسته) نشاط! يدعي عدد من المدراء والمعلمين ومن انساق معهم من مشرفين (تربويين) بأن الأنشطة تضيع على الطالب حصصه مع أن كثيراً من الأنشطة يمكن للطالب أن يؤديها في بيته أو فصله بعد انتهاء الشرح أو في فسحته، لقد صرح أحد وكلاء الوزارة السابقين (أن مدارسنا ليست جاذبة). ولقد قال الحقيقة ولكنه غادر منصبه وبقي الوضع كما هو عليه! لا أحد يريد أن يعلّق الجرس لتكون المدرسة جاذبة! وما زال التعليم يفتقر إلى التجديد والجاذبية ولن يحقق له ذلك إلا بالأنشطة الطلابية! إن على إدارة الأنشطة الطلابية أن تسعى للحفاظ على دورها في بناء شخصية الطالب وهو صلب اختصاصها، فدور المعلم على أهميته في تلقينه للطالب بالمواد لا يبني الشخصية بالشكل المطلوب ولكنه يعطي المعلومات التي تساعد الطالب على الاجتياز من مرحلة إلى أخرى لكن بناء الشخصية وتزويد الطلاب ب(المهارات) المختلفة هي مسؤولية إدارة الأنشطة الطلابية التي عليها أن تقف بحزم أمام من يريدون إلغاء دورها في المدارس وتهاون إدارة النشاط الطلابي في الدخول بقوة النظام إلى المدارس من خلال حصص حقيقية وتعزيز دور مشرفيها التربويين والعمل على أن تكون الأنشطة أمراً رئيساً لا يخضع لمزاجية المدير والمعلم وأن تكون هناك خطط عامة سنوية تصدر من الوزارة ويتم تطبيقها في إدارات التعليم والمدارس بدلاً من أن يكون النشاط ومشرفيه وخططه مجرد اجتهادات تأتي في آخر الاهتمامات.. والسكوت عن المدارس (المقابر) للمواهب أمر لا يغتفر للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم واستجداء المدراء والمعلمين أمر لا يليق أن يستمر ومن الضرورة في هذا الوقت أن يكون إلزامياً لكي تكتمل دائرة التربية والتعليم في مدارسنا.. ولتصبح المدارس منابر وليست مقابر للمواهب!



alhoshanei@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد