Al Jazirah NewsPaper Friday  19/03/2010 G Issue 13686
الجمعة 03 ربيع الثاني 1431   العدد  13686
 
العلاقات الإنسانية والعمل الوظيفي
عبد الله بن راشد السنيدي

 

لمراعاة العلاقات الإنسانية في مجال العمل الوظيفي أهمية كبيرة للوصول بحركة العمل إلى تحقيق الأهداف المنشودة، ذلك أن مبدأ العلاقات الإنسانية في المجال الإداري يعطي حيزاً للجانب الإنساني والاجتماعي لدى الموظفين أو العاملين..

فهذا المبدأ في حال تطبيقه في الإدارة أو المؤسسة أو المصنع أو العمل يؤدي لبثّ روح الاطمئنان والثقة لدى العاملين.. وكأن لسان الحال يقول: إن الموظف أو العامل قبل أن يكون عاملاً أو موظفاً أو مستخدماً فهو إنسان وبشر حاله كمثل المدير والرئيس.. ونحو ذلك ويتأثر ويؤثر إيجاباً أو سلباً بنوعية التعامل الذي يتعرض له في محيط العمل.

وللعلاقات الإنسانية في مجال العمل مدلولات متعددة قد يكون من أبرزها ما يلي:

- احترام شخصية الموظف أو العامل كإنسان من قبل رؤسائه وزملائه قبل أن يكون مرؤوساً أو شريكاً.. بغض النظر عن حسبه أو بيئته.. ثقافته أو تأهيله.

- توفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية للموظف أو العامل أو مساعدته بالحصول عليها، وذلك لسبب إنساني.. ولأن ذلك مما يعود نفعه على عمله وإنتاجه.. فالعقل السليم في الجسم السليم كما يُقال.

- تهيئة الجو المناسب والخدمات اللازمة في مقر العمل بما يتمشى مع المتطلبات الإنسانية.

- الوفاء بحقوق الموظف المعنوية والمادية.. ومن أهمها الراتب أو الأجر.. وفي الوقت المناسب.. بشرط أن يكون قد أدى جميع التزاماته العملية بدون تقصير.

- إتاحة الفرصة له في الحصول على وقت للراحة والإجازات الأسبوعية والسنوية حسب ما ورد في الأنظمة.. وتشجيعه على ذلك.

- تقدير ما يقوم به من إنجاز مثالي للمعاملات المُحالة إليه إن كان موظفاً إدارياً.. أو الأعمال المُكلف بها إن كان موظفا فنياً.. وتنبيهه بلباقة إلى أوجه الخطأ في أدائه لعمله إن وجدت.

وقد ورد مبدأ العلاقات الإنسانية في الشريعة الإسلامية قبل أن يرد في المبادئ الإدارية الحديثة.. فقد ورد في الذكر الكريم: ?لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا?.

وهو دليل على عدم جواز تكليف الموظف أو العامل بأعمال ومهام فوق طاقته الذهنية أو الجسمية.. كما ورد في السنة الشريفة: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه).

وهو دليل على قمة الوفاء براتب أو أجر الموظف أو العامل ومزاياه المادية الأخرى من بدلات ومكافآت ونحوهما في حالة قيامه بأداء واجباته العملية، ودرس للذين يقومون بتأخير رواتب موظفيهم أو عمالهم لأشهر عديدة من دون سبب أو تقصير منهم.

أما في العصر الحاضر.. فقد تم الاهتمام أيضاً بهذا المبدأ عندما تم إنشاء منظمة العمل الدولية لتراقب وضع العمال وتدافع عن حقوقهم، وفي بلادنا اهتمت الأنظمة الإدارية بتطبيق هذا المبدأ عن طريق احترام وتقدير رأي الموظف، والتقيد بالتنظيمات الهيكلية، ومنح الموظفين الإجازات المتعددة.. وإيجاد إدارات العلاقات العامة التي تركز في مهامها على الجوانب الإنسانية للموظفين.. وإنشاء اللجان العمالية للنظر في تسوية الخلافات بين العمال وأصحاب الأعمال.

Asunaidi@mcs.gov.sa



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد