عنيزة - خالد الروقي :
يعتقد الكثير بأن السن المحددة لنهاية لاعب كرة القدم ربما لا يتجاوز الخامسة أو السادسة والثلاثين عاماً أو حتى يُعد هذا العمر مؤشراً سلبياً للاتجاه نحو تاريخ غير مضيء من حياة اللاعب وأنه يجب عليه حفظ ماء وجه تاريخه الناصع بالتوقف فوراً عن مزاولة الكرة وإعلان الرحيل.
في المقابل خالف ثلة من اللاعبين هذا الاعتقاد وأصبح يزداد إبداعاً وتألقاً كلما تقدم به العمر حتى تظن منذ الوهلة الأولى لمشاهدته بأنه لم يتجاوز الخامسة والعشرين - ماشاء الله - فكيف هو الحال إذا كان المعني بالأمر حارس المرمى الذي يُصنف على أنه نصف الفريق.
أقربهم للاستدلال هو بلا شك حارس القرن الآسيوي وعميد لاعبي العالم محمد الدعيع بعد أدائه الملفت للنظر في مباراة فريقه الهلال في الجولة الثانية لدوري أبطال آسيا أمام فريق مس كرمان الإيراني إذ استطاع في هذه المباراة إثبات أنه ما يزال الحارس الأول آسيوياً من خلال تصديه للعديد من الهجمات الخطيرة للفريق الإيراني وبحالات مختلفة مرة واقفاً وأخرى جالساً وثالثة متكئاً وظل سداً منيعاً أحبط كافة المحاولات الإيرانية.الأخطبوط الدعيع الذي انتقل للهلال قبل عشرة أعوام في صفقة قياسية آنذاك وبقي الموسم الفائت في الفريق بناءً على أمر غال من أمير الرياض بعدما قرر الاعتزال فور تحقيق الفريق كأس ولي العهد وقع مؤخراً بمبلغ رفض الإفصاح عنه وبطلب من مدرب فريقه البلجيكي إيريك جريتيس.هذا وقد وتجلى صاحب الصيت الواسع والمشاركات المونديالية الأربع مساء الأربعاء وقاد فريقه مع بقية زملائه للانتصار الآسيوي الثاني منطبقاً عليه شطر البيت القائل (عود زاده الإحراق طيباً) والمثل الشائع (الدهن في العتاقي) ومؤكداً بذلك أنه مازال هناك الكثير ليقدمه.