لندن - (ا. ف. ب)
يتوقّع أن تبقي منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي ستجتمع بعد غد في فيينا، على حصصها الإنتاجية كما هي إلا إذا حصلت مفاجأة كبرى، فيما تثير أسعار النفط حالياً ارتياح المنتجين مع استمرار القلق بشأن الاستهلاك، وأعلن وزير الموارد الطبيعية في الإكوادور جيرمانيكو بينتو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأوبك حالياً، أن المنظمة التي تحتفل هذه السنة بمرور نصف قرن على وجودها، ستبحث مجدداً الأربعاء في وضع السوق، معتبراً «أن لا ضرورة لإجراء تغيير في السياسة». وقال وزير الطاقة القطري عبد الله العطية لوكالة فرانس برس»أعتقد أنه لن يكون هناك تغيير. أن السوق تعمل بشكل جيد جداً ونرى أن المخزونات مرتفعة. ولا يوجد حركة ذعر ولا نقص أو مشكلة في العرض»وأضاف» لا داعي لتخفيف العرض أو زيادته».
وأدلى وزيرا النفط الليبي والجزائري بتصريحات تذهب في الاتجاه نفسه ويبدو أن الكارتل الذي يضخ 40% من الذهب الأسود في الأسواق العالمية ينحو باتجاه الإبقاء على حصصه مع أن وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي الذي تعد بلاده من أبرز أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط، لم يسمع صوته بعد. أما المحلّلون فهم يراهنون بدون استثناء على بقاء الوضع الراهن وقال ديفيد هفتون من مكتب بي في ام «لا يوجد أي احتمال لكي تزيد أوبك عرضها» وفي الواقع، فإن كل ثوابت السوق متوافرة لكي لا تغيّر منظمة الدول النفطية النافذة شيئاً في المعادلة. ولا سيما أن أسعار النفط التي تتراوح منذ ستة أشهر بين70 و80 دولاراً للبرميل ترضي المنتجين الذين يعتبرونها مثالية لمواصلة الاستثمار. أما بالنسبة للإمدادات، فهي تبدو أكثر من كافية لتلبية حاجات المستهلكين. وعلى العكس، فقد حذَّرت أوبك في تقريرها الأخير من أنها تخشى فائضاً قد يتفاقم في الفصل الثاني الذي يتميز عموماً بتراجع الطلب. ولخص جايسون شنكر من مؤسسة برستيج ايكونوميكس الوضع قائلاً «فيما ينتقل الانتعاش الاقتصادي إلى السرعة القصوى وتتجاوز الأسعار 80 دولاراً للبرميل، لن يخفض أعضاء الأوبك حصصهم. وفي الوقت نفسه، فإن المخاوف في أسواق الديون والبطالة المرتفعة في الولايات المتحدة والتوازن المتراخي بين العرض والطلب، ستردع أوبك عن رفع مستويات» إنتاجها. وكانت الحصص الإنتاجية حددت 24.84 مليون برميل في اليوم أثناء اجتماع وهران (الجزائر) في ديسمبر 2008 ولوقف التراجع الكبير في الأسعار التي تدنت في خلال خمسة أشهر من حوالي 150 دولاراً إلى أقل من 40 دولاراً للبرميل، اتخذت أوبك القرار بسحب 4.2 ملايين برميل من السوق. إلا أن احترام هذا المستوى الرسمي يبدو الموضوع الرئيسي الذي يمكن أن يطغى على الاجتماع. فمع مرور الأشهر، تهرب المنتجون من التزاماتهم بغية الاستفادة من ارتفاع الأسعار وبدت انغولا ونيجيريا وإيران الأقل انضباطاً.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن 11 دولة تخضع لنظام الحصص (باستثناء العراق) أنتجت 26.7 مليون برميل في اليوم، أي بتجاوز 1.86 مليون برميل في اليوم مقارنة بالهدف الرسمي. وقد ضخت المنظمة مع احتساب العراق 29.2 مليون برميل في اليوم، وهي أكبر كمية من النفط منذ 14 شهراً. وكان رئيس الوفد الليبي شكري غانم أعلن مطلع الشهر الجاري»قبل التفكير بأي زيادة أو أي خفض للإنتاج، يجب أولاً احترام الحصص المحددة» من أوبك. واعتبر جايسون شنكر «أن بيان الاجتماع قد يتضمن تشجيعاً لكي تنضم الدول الأعضاء إلى سقف الإنتاج المحدد لها».