إن التحديات الرئيسية التي تواجه التعليم في جامعاتنا أو ما يسمى بالتعليم العالي ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين هي: (التكيف مع عالم العمل أو بمعنى آخر الإجابة على تساؤلاته) وهذا ما تفرضه سياسة الجودة بالتعليم الجامعي، فثورة التقنية الجديدة او ما يسمى بالاقتصاد..
..العالمي الجديد وما رافق ذلك من تأسيس شركات صغيرة واندماج أخرى في شركات كبرى متعددة التمويل والوظائف والتمركز في مراكز قريبة وبعيدة سواء أكانت إقليمية اودولية وتعديل مسالك الانتاج سواء كان زراعياً او صناعيا، وكل ما تفرضه التقنية المعاصرة فهذا كله أدى الى إحداث تغيرات جذرية في طبيعة ومواصفات الوظائف او العمل التي يحتاج اليها عالم العمل من المعارف والمهارات المكتسبة خلال عملية التعلم في الجامعة من خلال المفاهيم والحقائق والآن السؤال الذي يتردد في أذهاننا ماذا يريد المجتمع من جامعاتنا نحو إعداد الطاقة البشرية لتلبية سوق العمل؟ إن المجتمع يريد الكثير والكثير فهو يريد ان تحدد جامعاتنا أهداف التعليم أولا ويريد المجتمع ان يعمل التعليم الجامعي على ايجاد توازن بين هدف المعرفة بحد ذاتها ومتطلبات عالم العمل حتى يحصل المجتمع على مردود ايجابي في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنموية ويريد المجتمع من جامعاتنا ان تقوم بحل المشكلات التي تعترض المتخرجين من جامعاتنا والتي منها:
1- إن عبور المتخرج من الجامعة الى عالم العمل أصبح معقدا ويحتاج الى مؤهلات إضافية ومعدلات نجاح مرتفعة.
2- تقديم تعليم عال يشمل نظريا وتطبيقا حتى يسمح للمتخرج بالدخول مباشرة الى عالم العمل.
3- العمل على بناء شخصية الطالب وتلقينه بالمعارف والمهارات وتنمية الإبداع في شخصه.
4- التحسس بمتطلبات أرباب العمل لنوع المعرفة التي يرونها مناسبة لهم وتكون ضمن المتطلبات لحملة الشهادات.
5- معلوم أن هناك انخفاض معدل الوظائف في القطاع الحكومي وزيادة معدل الوظائف في القطاع الخاص وبذلك زيادة في معدل الوظائف في قطاع الخدمات.
6- هناك زيادة الطلب على معارف إضافية في شهادة الموظف او المتخرج خصوصا في مجالات المعلوماتية والاتصالات.
هذه النقاط الست تواجه المتخرج من الجامعة ومن القضايا التي يريد المجتمع من جامعاتنا ان يكون الطالب المتخرج متحركا وقادرا على استيعاب التطورات التقنية ويتفاعل معها وأن يكون قادرا على الابتكار والابداع في مهنته الوظيفية، وأن يكون هذا المتخرج قادرا على مواصلة تعليمه وتأهيله وقادرا على التواصل مع البشر، وأن يتمتع بالحس الاجتماعي وتحمل المسؤولية وقادر على العمل ضمن عقلية فريق موحد التطلعات والأهداف.
ومما يريده المجتمع من جامعاتنا التعاون مع أرباب العمل من أجل تطوير العملية التعليمية وضمان الجودة بأن يقوم أرباب العمل بتدريب الطلاب وتأهيلهم مهنيا، وأن تسمح جامعاتنا لأرباب العمل بالقيام بعملية الاستثمار في التعليم العالي فسوف يكون له مردود إيجابي طويل الأمد وأن يسمح أرباب العمل لخريجي الجامعات بمساعدتهم بالانتقال من التعليم العالي الى العمل المهني دون شروط.
ومطلوب من جامعاتنا أن يكون هناك ثقة بالقيام بالبحوث العلمية وتقديم أرباب العمل التمويل لهذا البحوث والى مراكز التدريب والتأهيل المهني.
هذا بعض مما يريده المجتمع من جامعاتنا حتى نرتقي ببلادنا، الى مصاف الدول المتقدمة من بوابات جامعاتنا.
عضو هيئة التدريس بقسم التربية الخاصة
كلية العلوم الإدارية والإنسانية بمحافظة المجمعة
twhad_alfozan@yahoo.com