مازال فن (الكاريكاتير) يلقى متابعة ورواجًا كبيرًا بين فئام من الناس ترى فيه الوسيلة الوحيدة لمناقشة همومها بأسلوب ساخر مع تقديم حلول بسيطة تخفِّف من وطأة هذا الزمن على المواطنين (الغلابا) وهو يعتمد في أساسه على فكرة واقعية، يعالجها الفنان بألفاظ وصور خيالية، ولا تكاد تخلو صحيفة أو مجلة من هذا الفن، ومع أهميتها ورواجها إلا أنه لا يمكن أن تنزل ألفاظه وصوره على أرض الواقع لعدم واقعيتها من جهة ولاعتمادها على الرمز الذي يفقد (حلاوته) عند تفسيره من جهة أخرى، إلا أن بعض المتعصبين (الجدد) في وسطنا الرياضي استطاعوا أن يحولوا الواقع إلى فنِّ (كاريكاتيري) بمهاترات ومفردات لا يمكن أن نصدق أنها تخرج من أبناء وطن واحد جعلوا من رياضتنا (كاريكاتيرًا) كبيرًا ومتجددًا يقتات منه بعض إخواننا العرب وبطريقة (مصائب قوم عند قوم فوائد) فأصبحنا بفضل هؤلاء المتعصبين محل تندر وسخرية ! وكل ذلك بسبب تحول الرياضة إلى ساحة لتصفية خلافات شخصية، أساءت للوطن بالدرجة الأولى قبل أن تسيء لهؤلاء المتعصبين، تم فيها تداول ألفاظ ومفردات لم نسمعها أو نقرأها إلا في تلك الرسومات الساخرة ولم نتوقع يومًا أن يأتي من يتأثر بها ويعتقد أنه من الممكن جعل تلك الألفاظ واقعًا معيشًا. هؤلاء هم المتعصبون الجدد أو هذه وسائل التجديد والابتكار عند هذه الفئة، هي فئة للأسف لا ترى إلا نفسها، ولا يعنيها غيرها، ألهاها عن كل مكرمة ماض درس وعفا عليه الزمن، فاستلهمت ذلك الماضي لتواري إخفاق حاضرها، ترى أن لها الحق في التهكم والسخرية، وعلى الطرف الآخر أن يَقْبل ويسكت بل ويُقبِّل (الأيادي)، وإن دافع عن نفسه أو قال كلمة حق فالويل له والثبور، تأبى (نرجسيتها) إلا أن ترد الماء عذبا وصفوًا، وغيرها يرده كدرًا وطينًا، فهي ترى نفسها فوق الجميع، وعلى الجميع أن يرى ذلك. لاتجد في قاموسها أي معنى للمساواة أو تعريفًا للمصلحة العامة، فالمساواة تعني الخرس عندما يتحدثون، والمصلحة العامة تذوب وتنصهر عندما يتعلق الأمر بهم وبفرقهم، وأخشى ما أخشاه أن تنقلب المواطنة والوطنية إلى شعارات دون تطبيق بسبب (فوقية) أولئك المتعصبين الذين يحاولون في أكثر من مناسبة ترسيخ مفهوم (أنتم غير ونحن غير) ! (وارفع راسك انت سعودي) !!
وماذا بعد الإيقاف؟
من المقبول أن يوقف حكم نتيجة خطأ ارتكبه غيّر به نتيجة المباراة، ونعتذر لكل حكم أن الخطأ جزء من اللعبة وجل من لا يخطئ، ليعود بعدها وقد استوعب الدرس واستفاد منه في محاولة تطوير نفسه وإثباتها من جديد، لكنه من غير المقبول أن يقوم (مراقب) حكام بالتدخل بعمل المعلقين، وتهديدهم وإيذائهم عبر رسائل جوال، ثم يوقف سنة واحدة، ليعود بعدها ليمارس الدور نفسه؛ لأن هذا المراقب بمثابة القاضي إن ثبت فساده فيجب إبعاده وليس إيقافه، فهذا المراقب إن أتاح لنفسه التدخل فيما لا يعينه فمن الطبيعي إذن أن يتدخل بعمل من هم تحت (إمرته) ويضغط عليهم لمصلحة فريقه المفضل ! فانظروا كيف وصل التعصب بذلك المراقب غير (النفيس) أن أغاظه أن يقول المعلق عن الهلال (النادي الملكي) فأي تعصب وفساد بعد هذا؟ فهذا المراقب (استلم) ذلك المعلق رسائل تهديد ليرضخ لمطالباته، ولم يتخلص المعلق من ذلك المراقب (المراهق) إلا بعد رفعه شكوى رسمية ضده ليوقف سنة، ينتظر فيها العفو ! ومن يعرف هذا (المراقب) جيدًا، ويستعرض تاريخه عندما كان حكمًا لا يستغرب ذلك، ففي بطولة الخليج للأندية -مثلا- التي استضافها نادي القادسية الكويتي وشارك فيها الهلال، جيّر هذا (المراقب) البطولة لنادي القادسية بعد أن اختاره المنظمون ليحكم المباراة الأخيرة لهم والتي يلزمهم فيها الفوز بعد أن تعثر منافسهم الوحيد بالتعادل مع الاتحاد القطري، وبالفعل لم يخيّب حكمنا السعودي ظن المنظمين فيه، فقد حسم لهم البطولة وبصافرته خلال عشر دقائق فقط، فأعتقد أن اختيار حكم سعودي ليحكم مباراة مصيرية لناد ينافسه فريق سعودي، وفي حالة خسارته سيحقق الهلال البطولة، يعني ذلك وبجلاء أن المنظمين أدرى بشعاب (بطولتهم) وحكامها ! فكلنا أمل أن تنظف الساحة من أمثال هؤلاء، ولعل هذا الموقف من ذلك المراقب وإن كان بشعًا، يعطي المسؤولين تصورًا واضحاً عن سبب إخفاق التحكيم لدينا (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).
بقايا حتى
- لمصلحة الكرة السعودية الضرب بيد من حديد على كل من ثبت تناوله للمنشطات كائنًا من كان، فقد نخسر نجمًا أو نجمين خير من خسارة جيل كامل !.
-حسام غالي الذي أوقف لحين اكتمال التحقيق معه حول تعاطيه للمنشطات، ظهر بعد البطولة الأفريقية وخاصة في لقاء النصر بالرائد ثم الهلال في كأس ولي العهد بشكل مختلف من حيث الحماسة واللياقة المرتفعة والاندفاع البدني الرهيب !
- بحسبة اقتصادية بسيطة وجد الحكم (المطرب) أن يغني للفريق الأكثر شعبية رغم ميوله الصفراء، فهذا الشريط بمثابة مشروع يتكسب منه، فلم يدع للعواطف مجالًا أن تنال من الأرباح، فاستعان بالاستفتاء الذي بيّن أن شعبية الفرق الجماهيرية مجتمعة لا توازي شعبية الهلال، وهذا دليل على أن أصحاب الميول الصفراء يقرون داخليًا أن الهلال هو الأكثر شعبية ويصادقون على استفتاء (زغبي) حتى لو لم يصرحوا بذلك، وليس هناك أدلّ من أن يشهد شاهد من أهلها.
- الكابتن حماد الحماد لاعب فريق التعاون وعضو اللجنة الفنية في الفريق انتقد مدرب الفريق بشكل لاذع، وقد نسب انتصار الفريق للاعبي فريقه، بل إنهم وبرأي الكابتن حماد أنقذوا الفريق من تخبطات المدرب. هذا الكلام صدر من نجم (فوق العادة) ويتفق الكثير مع نظرة الكابتن حماد ! لكن أعتقد أن هذا الكلام لا يحسن إثارته إعلاميا، ويخشى محبو التعاون أن يلقي هذا التصريح بظلاله على الفريق فيما تبقى من منافسات !
آخر حتى
قبل ثلاثين عامًا مالت (يارا) على شعرات أبيها البيض تقطفها، فقال لها:
ما الشيب أن تفقد الألوان نضرتها..
الشيب أن يسقط الإنسان مندحرًا !
شفاك الله ياغازي..