ببالغ الحزن والأسى انتقل أبي الشيخ علي بن شميريخ العتيبي إلى رحمة الله تعالى. وقد ودعته كالعادة بعد أن تناول طعام العشاء، على أن ألتقيه عند الساعة الخامسة فجراً للذهاب به إلى المسجد لصلاة الفجر يوم الخميس الموافق 3-3-1431هـ، وعند مناداتي له ومحاولة إيقاظه لم يرد عليّ؛ فأيقنت بوفاته - رحمه الله - وهو نائم على فراشه وعلى جنبه الأيمن مستقبلا القبلة، والحمد لله على قضائه وقدره، ولم يتغير عليه شيء ولله الحمد.
بعد تشييع جثمانك (يا أبا سعود) وقف على قبرك أبناؤك ومعارفك وجيرانك وأحبابك يودعونك الوداع الأخير وألسنتهم تلهج لك بالدعاء الخالص أن يثبتك بالقول الثابت ويسكنك فسيح جناته، وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة.
رحلت يا أبي عن الدنيا وتركت فراغاً أحسست به من أول صلاة بعد دفنك في المسجد القريب الذي كنت تؤذن فيه - رحمك الله -. لا أدري لماذا جاءني خاطر بأني سوف أكون بجانبك في روضة المسجد، ولكن لم أجدك.
أبي روضة المسجد تسأل عنك، حتى (المايكروفون) يسأل عنك ويشاطرهما كرسيك الأخضر الذي كنت تستريح عليه قبل الآذان منتظراً دخول الوقت؛ إذ يسأل عنك أيضاً.
افتقدنا دعاءك لنا وافتقد أبناؤك وأحفادك تقبيل رأسك بعد كل صلاة، افتقد جيران المسجد صوت أذانك الخاشع المؤثر الذي امتد لأكثر من خمسة وأربعين عاماً.
رحلت يا أبي وتركت في قلبي الذكريات الجميلة التي يطول ويطول ويطول ذكرها إبان حياتك. رحمك الله رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وجعل الله مثواك في الفردوس الأعلى في الجنة، وبارك في أهل بيتك وذريتك، وألهمهم ومحبيك الصبر والسلوان، وجمعنا الله بك وبهم في مستقر رحمته (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
ناصر بن شميريخ – المزاحمية