Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/03/2010 G Issue 13681
الأحد 28 ربيع الأول 1431   العدد  13681
 
الموت بين أقطاب الطريق

 

في وسط المدينة وبتوقف المركبات أمام الإشارة الضوئية، ما زال المشاة يتحركون بشكل موجي ومتعرج من بين المركبات، وعدم اللجوء لخطوط المشاة البيضاء والعريضة التي تحتلها المركبات دون تصريح لها بذلك.

كما ترى أحدهم في الطرق السريعة ينسل بخفة حين يجد الفرصة المواتية، وكأنه لا يملك حق العبور بروية وسلام، بل أصبح المشاة مذعنين وخاضعين لقوانين خطّها قادة المركبات المتهورون، تقوم على تهميش المساحة المخصصة للمشاة وإبقاء تلك الخطوط تحت حيازة المركبات، وعلاوة على ذلك لا نجد أي اعتراض على قوانين مماثلة من قبل الجهات المسؤولة رغم أنه أمر لا ينبغي إغفاله!

قبل فترة اضطررت لقطع (الشارع العام) بالمسير.. ورغم نباهتي اللا محدودة.. إلا أنني كدت أُدهس بوحشية لولا أن الله تولاني بحفظه.

فما زالت الخطورة واردة في تعاملنا مع المركبات لأن حقوق العبور السليم مهضومة في مملكتنا العزيزة، مما أدى لارتفاع نسب حوادث السير وإلقاء اللوم على السائق بالدرجة الأولى، وسقوط أحد أنظمة السير بالدرجة الثانية.

فبعض سائقي المركبات قد يتسبب لنفسه ولأحد المشاة بحادث مروع نتيجة سوء تقديره للسرعة اللازمة، وكأن أولوية العبور تعود له! فقد نرى هذا الوالد يعبر الطريق مع ابنه.. وإذا بحادث سير أخذ روح الطفل المسكين وعندها (لا جدوى من البكاء على اللبن المسكوب).

فالخطأ هنا يشمل ثلاثة أطراف:

الأول: والد الطفل.

والثاني: أنظمة المرور (المهمشة لدينا) والتي لا تُطبق.

والثالث: قائد المركبة وعدم احترامه للطريق ومستخدميه.

بعض قائدي المركبات يقف على خط المشاة بمركبته.. بل يقطعه ولا يحترم حق العابر! في هذه الحالة كيف تُطبق أحد أهم بروتوكولات الطريق؟!!!

إحدى نقاط التوعية ضد حوادث السير تقول:

- من الأماكن التي لا يجوز الوقوف فيها:

1- الأماكن المخصصة لعبور المشاة وعلى الأرصفة إلا في الأحياء السكنية.

لكن هذا لا يطبق لدينا! بل نرى بعض قائدي المركبات من الشباب المتهور يقف بمركبته بشكل عرضي وعلى خط المشاة ولا تعلم ما المقصود من ذاك التصرف؟!؟! هنا لست أملك سوى تطبيق مقولة برناردو شو: (سامحه، فهو يعتقد أن عادات قبيلته هي قوانين طبيعية!).

فمن الطبيعي أن نلقي اللوم على أنظمة السير (فمن أمن العقوبة أساء التصرف) لا يُوجد تطبيق لعقوبات لمن يقطع خط المشاة، كما أنه لا يُوجد نظام صارم يأخذ بحقوق المشاة وتأمين السلامة والأمان اللازمين لعبورهم، حتى وإن كنا نفتقر للمشاة فلا بد من وجود قانون يضمن سلامة الأقلية منهم.

لا نجد العابر مخطئاً ولا حتى صاحب المركبة فهما لم يعتادا على أنظمة السلامة قبل أن تكون أنظمة سير وطرق، والخطأ كل الخطأ يحمل على أكتاف أنظمة السير.

أيها المجتمع السعودي أتحدث إليكم كجمهور ومسؤولين!

إلى متى تبقى تلك الخطوط البيضاء التي تقبع عند إشارات المرور باهتة اللون، عديمة الفائدة، لا حقوق لها ولا لمستخدميها وعدم احترامها والاستهتار بها مستمر.

لماذا نقوم بخط تلك الخطوط وكأنه واجب علينا دون الالتزام بقواعدها؟

أما حان الوقت للالتزام المنضبط بتلك الحقوق!

وإصدار العقوبات الرادعة؟

ومن قال لا أعرف: قل له تعلَّم!!!

نورة بنت مسلط بن ملافخ



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد