الرياض - منيرة المشخص :
أكد عدد من المختصين للجزيرة أن كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشورى احتوت على مضامين عديدة ومعان متنوعة وراسخة تشدد على أهمية التلاحم الوطني، فتحدث بداية دكتور طارق بن محمد الأحمدي أستاذ مساعد في كلية الملك فهد الأمنية بقوله: قالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (الوطن للجميع ومعيار كل منا على قدر عطائه وإخلاصه لوطنه).
جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين تحت قبة مجلس الشورى شاملة ووافية بما تضمنته من معان سامية وخريطة طريق يستطيع أي مسؤول أن يتبعها لخدمة هذا الوطن، وأضاف الدكتور الأحمدي وقد أكد الملك - حفظه الله - في خطابه على شيء مهم وذكر بكل وضوح أن الوطن للجميع، حيث يجب ألا يكون هناك تفرقة ما بين منطقه وأخرى وأن تأخذ كل منطقة نصيبها من التطور والرخاء، ويجب أن يحظى كل مواطني المملكة باختلاف ثقافتهم ومشاربهم بالاهتمام من قبل أجهزة الدولة المختلفة، ويشير الأحمدي الى انه يجب أن يكون المعيار الحقيقي للمواطنة هو عطاء المواطن وإخلاصه لوطنه ومساهمته في تشييد وبناء الوطن من خلال زرع حب المواطنة والإخلاص والتفاني في خدمة الوطن فكلما كان العطاء كان الإخلاص وكأن خادم الحرمين الشريفين يرسم معادلة واضحة المعالم لحب الوطن والتفاني من اجله.
من جانبه يرى الدكتور صالح بن عبد الله الدبل متخصص في علم الإجرام ومناهج البحث أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله - حفظه الله تعالى - هندسة حقيقية للبناء الاجتماعي الوطني. فقد شملت الكلمة كل جوانب البناء النسقي الاجتماعي ونظم هذه الأنساق وتفاصيل السمات والأنماط الاجتماعية. فقد كان الوعي بترابط الدين الإسلامي والنظام السياسي ماثلاً للعيان للتأكيد على حقيقة الشورى القائمة كنظام اجتماعي يميز هذه الدولة المباركة ويدحض الدعاوى العلمانية المادية التغريبية.
ويضيف الدبل: لقد نجحت القيادة الحكيمة في تجاوز المخاطر المحدقة بالوطن من خلال التكيف الواعي مع الواقع الدولي وتعاملت مع كل التداعيات الإقليمية والدولية، ونجحت - بحمد الله - ليس فقط لصد المخاطر بل لضرب مثال يحتذى في التسامح والانفتاح على العالم بل لتقديم النماذج الفذة والخبرات في مجال الأمن والسلم الدوليين. وقد كان من أبرز نماذج هذا النجاح ما قدمته المملكة من دروس قيمة في مكافحة الفكر الضال والمنحرف. وعلى الرغم من ما يتطلبه هذا النموذج من التأني والتدقيق والمتابعة فقد ضربت الدولة وبقوة على أيدي المعتدين على حدود الوطن حتى استسلموا أو كادوا.
من جهة أخرى قال الدكتور عبد الرحمن الشلاش الكاتب في جريدة الوطن: خطاب قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تحت قبة مجلس الشورى موجه لكل الشعب وبكل شرائحه وأوساطه.. وبتنا نترقب هذا الخطاب الملكي الكريم كل عام ونحن نتطلع للتوجيهات الكريمة التي تدلنا على معالم الطريق وتصحح كل المسارات. ويضيف الشلاش: ويوم الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول لعام 1431هـ يوم تاريخي في مسيرة هذا الوطن العظيم، فقد وضع الوالد القائد الجميع أمام مسؤولياتهم وحملهم الأمانة حين وضع أمانة الكلمة في الميزان الدقيق ووجه بطريقة غير مباشرة لا يدركها إلا العقلاء إلى أن استخدام الكلمة وتوظيف الحرية له أصوله وأن النقد لا يعني الغمز واللمز وتصفية الحسابات والاستهزاء بالآخرين وقلب الحقائق بقدر ما هو نقد يهدف إلى الإصلاح والتحديث والتقويم والتطوير وكل ما يخدم الوطن ويؤدي في النهاية لما يحقق للمواطن مصالحه وللمجتمع تقدمه ورخائه.
ويختم الدكتور عبد الرحمن الشلاش حديثة قائلاً: (لقد كانت كلمات نابعة من قلب كبير لكل القلوب وكلمات لها فعلها المؤثر لشحذ همم أبناء الوطن وشحنهم بالطاقة التي تدفعهم لبذل الكثير من الجهود لتحقيق المزيد من العطاءات المخلصة.. ولقاء الوالد بأعضاء مجلس الشورى لقاء له دلالاته الكثيرة لكنه يظل لقاء يتوج مسيرة المجلس ولقاء يأتي بمثابة التقدير والمكانة المرموقة لأعضاء مجلس الشورى وأخيراً فهو لقاء يزيد مجلس الشورى شرفاً ورفعة فلقاء القائد أمنية أي مواطن.
من جهته أشاد معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان بمضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - التي ألقاها في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، حيث قال: لقد جسدت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - رؤية سياسية وقيادية فريدة تجتمع فيها أطياف مختلفة ذات أبعاد إنسانية واقتصادية وسياسية وتنموية وغيرها من جوانب الإصلاح والبناء، تحمل القارئ لذلك النهج القيادي الذي يتحرك به خادم الحرمين الشريفين على الإعجاب بالقيادة والإجلال للقائد الحكيم الفذ.
وأكد معالي الدكتور العثمان أن شخصية خادم الحرمين الشريفين - يرعاه الله - تتسم بسمات قيادية وإنسانية جعلته رمزاً دولياً يشار إليه إجلالاً واحتراماً، حيث تمكن من نقل بلادنا في مدة وجيزة لتكون ضمن أكثر دول العالم تأثيراً، والواجب علينا نحن مواطني هذه البلاد المباركة أن نشارك قيادتنا في همومها في الإصلاح والبناء، ممتثلين في ذلك للتوجيه العميق من خادم الحرمين الشريفين في بدء كلمته في مجلس الشورى حين قال: إن الوطن مسؤولية الجميع، ومعيار كل منا على قدر عطائه.
ونوه بالبعدين العربي والدولي اللذين تضمنتهما كلمة خادم الحرمين الشريفين، حيث قال: لقد أكد خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - في نص كلمته في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى (أننا جزء من أمتنا العربية، يتحتَّم علينا تبني قضاياها والدفاع عن حقوقها) وهذا يبين مدى انشغاله - حفظه الله - بشأن الأمة، وتفعيله لدوره بوصفه قائداً عربياً إسلامياً لدولة ذات وزن كبير ينتظر منها العالم وشعوبه مواقف تنسجم مع حجمها وموقعها الاستراتيجي على خريطة السياسة والاقتصاد العالمية.