القاهرة - سجى عارف
كرم اتحاد الكتاب العرب عبر فعاليات الملتقى العربي الأول لقصيدة النثر والذي أقيم خلال الفترة من 10 إلى 13 مارس 2010 م برعاية عضو مجلس الشورى ورجل الأعمال المهندس عبد السلام الخضراوي التجربة العربية لقصيدة النثر من خلال تكريم الشاعر اللبناني وديع سعادة وتكريم تجربة شعراء القصيدة النثرية في المملكة العربية السعودية من خلال الدكتورة الشاعرة فوزية أبو خالد بحضور عدد كبير من الشعراء والنقاد والإخوة المصريين والعرب من مختلف البلدان العربية والمحتفين بتواجدهم عبر هذا الملتقى حيث كان من بينهم السفير اللبناني بالقاهرة خالد زيادة وقد كان للملتقى فعاليات منها كلمة رئيس اتحاد الكتاب العرب محمد سلاماوي الذي عبر في كلمته عن إعجابه بالكتاب النثري حيثما كان كما خص في كلمته الشاعر محمد كريم أبو سادة أحد شعراء القصيدة النثرية وأكمل مستشهداً بالكاتب الراحل نجيب محفوظ كما حيا كل من اجتهد لتلقى القصيدة النثرية النور عبر هذا الملتقى وحيا الضيوف الكرام من الأشقاء العرب الذين تكبدوا عناء الحضور والوقوف جنباً إلى جنب مع زملائهم المكرمين فرحين بذلك وقد شكر الشاعر عبد الرحمن تيمور على كتابته الجميلة وأكد أن الحضور خلال الملتقى كان احتفاءً بقدرتنا كعرب على التطوير والإبداع المستقبلي المرجو شعراً ونثراً وأدباً على اختلافه وقد تم خلال الملتقى توزيع جدول الفعاليات التي ستقام خلال الملتقى بدءاً من يوم الخميس 11-3 بأمسيات شعرية والتي سيشارك بها العديد من الشعراء العرب وحتى يوم السبت 13-3 والذي يضم قصائد شعرية للشاعرة السعودية فوزية أبو خالد التي تتألق عبر القصيدة النثرية السعودية بجوار القصائد النثرية العربية الأخرى ثم يختتم الملتقى بحفل الختام والتوصيات خلال الكلمة الأخيرة للملتقى ... وقد صرحتالدكتورة فوزية أبو خالد ل(الجزيرة) عن شعورها عبر هذا التكريم قائلة وجودي في الملتقى اليوم يعطيني شعوراً بالمشاركة وشعوراً بالامتنان لوطني والامتنان لأمي خاصة والتي كتبت ذات مرة أنني انتحلت شعرها وآلامها وأفراحها وأحزانها وتحولت بها إلى شاعرة حيث أشعر كثيراً بالامتنان لأمي العظيمة الشريفة نور الهاشمي وأشعر أيضا بدعم أخواتي وإخواني الذين شاركوني شقاوة الصغار وبادلوني الحب والدعم الذي لهم الجميل في مساهماتهم بمشواري الشعري أشعر كذلك بالامتنان والمشاركة لأبنائي طفول وغسان اللذان يشاركاني المشوار بحلوه ومره وكل صديقاتي وأصدقائي بل كل من أحب فأشعر أني محاطة بهم وهذا الأمر ينسيني العذابات والآلام التي مررت بها والأشواك التي سرت عليها في مشواري الشعري خصوصا وأن قصيدة النثر لم يكن مرحباً بها حيث ولدت في بيئة معادية نوع ما لكن دائماً ما أيقنت أن من حق كل مبدع أن يجدد وكل تجديد إبداعي بدأ بصعوبة ومغامرة ونوع من الصراع والمواجهة والتحدي فحاولت وبدعم ممن حولي أن أتلمس وأتلبس هذا الإبداع الجديد ومن هنا أعتبر أن نجاحي هو نجاح لكل مثقفي السعودية وأؤكد أن تكريمي في مصر من قبل شعراء مصر أو الحركة الشعرية في مصر لهو من التوصل واعترافنا بتجارب بعضنا البعض وبريادة البعض وأن السعودية هي شريك في الريادة وليس فقط قارئة أو متلقية فحسب بل هي المبدع وهي العطاء وهذه فرصة لأحيي فيها المملكة حيث إنها ضيف الشرف في هذا الملتقى الشعري الأول لقصيدة النثر وقد شعرت باعتزاز لوجود أعداد كبيرة من الشعراء والشاعرات زملائنا كمحمد خضر وأحمد الزهراني وبديعة كشغري وميادة زعزوع وريم فهد وأسماء كثيرة متواجدة معنا لمساندتنا وهذا يعبر عن علاقة ودية جميلة بيننا. وأضافت: كما مثل لي هذا التكريم أن المملكة والشعراء في المملكة قدموا نتاجاً تعدى حدود الوطن تعداها إلى حركة الشعر العربي في العالم العربي على امتداده وشعراء الشباب وشعراء قصيدة النثر في مصر حيث أشعر أنه رد اعتبار للعلاقة الحميمة بيننا وبين العالم العربي فهو ليس فقط رد اعتبار لما تتعرض له قصيدة النثر من العداء فحسب وقد بدأت قصيدة النثر معي في المملكة بديواني الأول بعنوان «إلى متى يختطفونك ليلة العرس» في السبعينيات حيث صدر الديون وأنا ما زلت على مقاعد الدراسة ثم أن حركة المملكة النثرية هي حركة متجذرة وأصلية وأعتقد أن أحد أبعادها هو قصيدة النثر والآن يوجد لدينا أبعاد كثيرة على مستوى شعري حيث إنني أؤمن بإبداعية كل الأنماط الأدبية على أشكاله المختلفة وقد استطعنا قطع أشواط على مستوى القصيدة العمودية التاريخية والتي يتواجد لها العديد من الشعراء كذلك قصيدة التفعيلة التي تواجد لها أيضا شعرائها العظام في المملكة وقصيدة النثر التي تميزت بموجتها الشبابية حاليا وهذا يشعرني بسعادة ويكفيني بذلك التكريم أنه لم ينتظر موتي حتى أكرم إنما جاءني الآن في أوج شرخ الشباب الشعري لي وكلها أيام قلائل ونحتفل باليوم العالمي للشعر ومثل هذه أمور تفتح لنا نوافذ لتفاعل الناس مع بعضها بشكل يعمق السلام العالمي ويعمق الحوار العالمي ويعمق التطلع لإبداع يشارك في إنتاجه كل العالم ولا يكون حاصلا على مركزية أوروبية أو مركزية أمريكية ولا حتى على مركزية عربية فقط إنما يشترك فيها كل العالم لإنتاج إبداع مشترك لنهدم به الحروب ونهدم به التعددات ونعترف عبره بقدرتنا وإبداعاتنا وبقدرة كل منا على إعطاء لون من ألوان الطيف، ثم قالت: أنا لست ممن تؤمن بالنصائح الجاهزة لصغار الشعراء إنما أحب أن أقول كما قال الشعراء العرب حيث قالوا أحفظ 100 بيت من الشعر وأنساهم واكتب أنت من البدايات وأقول اطلعوا على كل أنواع التجارب المختلفة من كل القارات سواء إفريقيا، أوروبا، أستراليا أو آسيا ولدينا المجال للاطلاع على كل التجارب بالعالم ويبدأ بعدها الإنسان كأنه شعلة شعرية جديدة بعد كل ما صور بداخله وبعقله الإبداعي، وأوضحت قائلة: من الصعب إعطاء تقييم نقدي أو رأي شعري لكنني أستطيع القول إن هناك الكثير من التجارب الشعرية المقروءة والتي تقول عنها (الله الله هذا هو الشعر) في قصيدة النثر وهناك مجموعة أسماء متميزة لدينا ففي الكويت سعدية المفرح وغيرها الكثير من الأسماء التي لا تحضرني حالياً فالخليج أصبح حركة نثرية واسعة وأسماء جديدة متميزة تطرح الآن كمحمد الدميني وعبد الله ثابت وجومانا حداد وأسماء عربية وخليجية متعددة وأخيراً أقول مزيد من الحرية يا وطني لأنه كلما ارتفع سقف الحرية كلما حلق الإبداع شعراً ووطناً وعلماً وارتفع بالوطن في سماء النهضة.
وعن شعوره في مثل هذا الملتقى الهام تحدث سفير لبنان بالقاهرة السفير خالد زيادة ل(الجزيرة) قائلاً: هذه المناسبة بالنسبة لي هي مناسبة عزيزة مهمة لأنها أولاً الملتقى الأول لقصيدة النثر وأنا من المعجبين بالنثر وقصيدة النثر وشعراء النثر وأتابع أعمالهم قدر الإمكان وثانياً أن المحتفى به الأول هو الأستاذ وديع سعادة وهو صديق لي عرفته منذ مدة بعيدة من الزمن بالرغم من أننا نعيش في أمكنة متباعدة لكن هذا لم يمنعنا من التواصل خاصة وأنا أتابع كل أعماله فأنا من المعجبين بشعره فهو يستحق ما حصل عليه اليوم من تقدير في القاهرة فهذه العاصمة العربية التي بادرت بمثل هذا الملتقى الهام والذي يمكن أن يكون ملتقى دوري في المستقبل وعبره يتم تكريم شعراء قصيدة النثر، ولا شك أنه وخلال هذه المناسبة لا بد من القول إنه بتكريم شعراء بهذا الاحتفالية هو أمر مهم لماذا؟ لأن قراء الشعر أصبحوا قلة وهم يعرفون أشعار بعضهم والشعر النثري خصوصا لم يعد جماهيري لكنه شعر نخبة أيضا ومن المهم لفت الانتباه إليه خاصة بمثل هذه الاحتفاليات، وقال: أنا أقوم بقدر الإمكان بالمشاركة في الاحتفاليات الثقافية وهذا يعود إلى أنني أستاذ جامعي في الأصل قبل كوني سفيراً للبنان وأنا كاتب حيث لي العديد من الكتابات والصداقات في الوسط الثقافي المصري وهذا هو أحد الأسباب التي تدفعني للمشاركة في مثل هذه المناسبات، وأكد: لأكون صريحاً ليس لي الاطلاع الكافي لتقييم مستوى القصيدة السعودية لكن الذي فاجئني اليوم هو وجود هذا العدد من السعوديين والسعوديات كتاب قصيدة النثر ومن هنا أقول إن المملكة العربية السعودية هي الآن ترعى نشاطات ثقافية كثيرة فمنها نبع الكاتبات والروائيات وأخيراً حصل أحد الكتاب السعوديين على جائزة البوكر حيث حصل عليها بالأمس أو أمس الأول وهذا شيء مفرح أن تكون هذه النهضة الثقافية الموجودة بين جدة والرياض والتي تعكسها الصحافة السعودية النشطة وهذا أمر نفخر به جميعا حيث يدعونا إلى التفاعل.