من الأعمال الرائدة التي تُحسب لجامعة الملك سعود اهتمامها وحرصها على توقيع شراكات مع المؤسسات الحكومية والخاصة وذلك للإشراف على كراسي بحثية علمية متنوعة سواء في الاقتصاد أو الإعلام أو الاجتماع أو التاريخ.... الخ،
وجميع هذه الكراسي البحثية لها فوائدها ومدلولاتها القيّمة سواء على مستوى الفرد أو الوطن.
ومن الكراسي البحثية التي لها اهتمامات خاصة بالأسرة وقضاياها «كرسي صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز لأبحاث الأسرة».
ومن أهداف هذا الكرسي الإسهام في معالجة القضايا الاجتماعية، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها عبر الدراسات العلمية التي يشرف عليها، وقد تبنى الكرسي الإشراف على دراسة علمية بعنوان: «مدى استخدام الأسرة السعودية لمهارة الحوار في حل مشكلاتها الأسرية».
وتُعد هذه الدراسة من الدراسات التي لها أبعاد اجتماعية كبيرة على المستوى الأُسري، حيث إنها تهدف إلى التعرف على استخدام الأسرة السعودية لمهارة الحوار وإتقانه داخل الأسرة وذلك في حل أغلب مشاكلها الأسرية من خلال معرفة أهم الأساليب الحوارية التي تستخدمها الأسرة في مواجهة تلك المشكلات.
كما تهدف الدراسة أيضاً إلى محاولة الوصول إلى المسببات التي تُعيق الحوار داخل الأسرة.
والدراسات التي تختص بجوانب الأسرة ومشكلاتها تُعد من أهم الدراسات الاجتماعية حديثاً، بسبب كثرة أحداث العنف الأُسري التي كثرت وتنوعت أحداثها في مجتمعنا بين أفراد الأسرة الواحدة، مما نتج عن ذلك التباعد والتنافر والتشتت بين أفراد الأسرة.
والمجتمع بحاجةٍ ماسةٍ لمثل هذه الدراسة الاجتماعية التي تعالج الكثير من المشكلات الأسرية، والوصول إلى الحلول المناسبة لها عبر الطرق البحثية المتقدمة، لأن الأسرة تعد ركيزة من ركائز المجتمع في المحافظة على مصالحه ومكتسباته، والحوار هو الإستراتيجية المناسبة والحل الأمثل لمعالجة مثل هذه القضايا الأسرية التي تحدث بين الآباء والأبناء أو بين الزوجين أو بين الأبناء أنفسهم، وإذا ما تم تفعيل الحوار وآدابه بين أفراد الأسرة فإن المشاكل الأسرية سوف تزيد بسبب غياب الحوار، وينصح كثير من المستشارين الأسريين وجوب الاهتمام باستخدام الحوار وممارسته داخل المنزل وجعله سلوكاً وطباعاً من طبائع الأسرة، وتعويد الأبناء على ممارسة الحوار فيما بينهم أو مع والديهم أو مع زملائهم حتى تستطيع الأسرة تفادي بعض المشكلات التي قد تحدث لها.
والدراسات في مكتباتنا العامة في مثل هذا الموضوع قد تكون نادرة أو معدومة بسبب عدم اهتمام الباحثين والمراكز البحثية في الفترة السابقة للكتابة والبحث في مثل هذه الموضوعات.
والكرسي بتبنيه لهذه الدراسة فإنه سوف يُقدمُ خدمة كبيرة للمجتمع بعد أن يتم الكشف عن نتائج الدراسة ومعرفة الأسباب والمعوقات التي تحول بين أفراد الأسرة في استخدام الحوار، والحلول التي يجب على أفراد الأسرة اتباعها عند رغبتهم في تفعيل الحوار فيما بينهم.
وآمل أن يهتم القائمون على هذه الدراسة بتوزيع الاستبيانات على كافة مناطق المملكة وذلك بسبب تفاوت مستوى التعليم والمستوى الاقتصادي بين أفراد المجتمع في مختلف مناطق المملكة مما سيؤدي إلى تنوع الإجابات على تلك التساؤلات، كذلك الاهتمام أيضاً بتنويع شرائح الدراسة ما بين الذكور والإناث والفئات العمرية، حتى تكون الدراسة شاملة لعينات المجتمع.
وإذا ما تم تطبيق هذه المنهجية فإن الدراسة سوف تتوصل إلى نتائج هامة عن مدى استخدام الأسرة لمهارة الحوار، والمعوقات التي تقف حائلاً على استخدام تلك المهارات داخل الأسرة.
والمأمول أن يضيف كرسي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز لأبحاث الأسرة من خلال هذه الدراسة والأبحاث القادمة إضافة كبيرة في التعرف على المشكلات الأسرية الأخرى وطرح الحلول المناسبة لها بهدف الوصول لتنميةٍ أسريةٍ صحيةٍ وخلق مجتمع متماسك ومتفاعل مع قضاياه.
Mshuwaier@hotmail.com